عثر في مزرعة بسطرا على بعد نحو كيلومتر واحد من مزارع شبعا المحتلة على جثتي مقاتلين فلسطينيين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، قتلا على الأرجح خلال القصف الإسرائيلي الذي تعرضت له المنطقة ليل أول من أمس. وكانت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة في تلة رمتا وموقع المهر اطلقت عدداً من القذائف على مزرعة بسطرا وأطراف حلتا والمجيدية. فيما قامت المروحيات بعملية تمشيط لمزرعة شانوح. وذكر مصدر أمني لبناني "ان راعي ماعز لبنانياً نقل جثة أحد الفلسطينيين في لباس القتال من منطقة جبلية مجاورة لقرية بسطرا". وكان عثر مع الجثة على بطاقتين تدلان الى انتماء المقاتل وتحملان: محمد جبر "أبو منديل" مواليد 1981 وأمر مهمة من الجبهة الشعبية - القيادة العامة مؤرخ في 23 كانون الثاني يناير 2001 يخوّل حامله مغادرة الأراضي السورية. فيما تعود الجثة الثانية لمحمد جبق سلامة. وأوضح المصدر ان الجثتين كان بحوزة صاحبيهما بنادق كلاشنيكوف وحقائب ظهر مليئة بالذخائر. وأشار الى ان الجيش الإسرائيلي الذي "يراقب عن كثب منطقة شبعا بوسائل حديثة ومتطورة تدخل على ما يبدو بعد ان رصد تحركات الرجلين". وكان القصف الإسرائيلي أدى الى سقوط جريح لبناني اسمه محمد خليفة. ونفت مصادر المقاومة الإسلامية الجناح العسكري لحزب الله أي علاقة لها بما يجري هناك. ووصل الى المنطقة، أمس ضباط من قوات الطوارئ الدولية العاملة من موقعهم في قرية كفرشوبا للحصول على معلومات في شأن هذه المسألة. وكان الجيش الإسرائيلي أكد أنه قتل الجمعة "ارهابيين كانا يحاولان التسلل الى إسرائيل في قطاع مزارع شبعا على الحدود بين إسرائيل ولبنان". وحمل ناطق باسم الجيش الحكومة اللبنانية وسورية مسؤولية القيام "بأعمال ارهابية من الأراضي اللبنانية". وأصدرت الجبهة الشعبية بياناً أكدت فيه مقتل عنصرين من مقاتليها وقالت إن مقاتلاً ثالثاً أصيب بجروح وشددت على "مواصلة النضال حتى تحرير فلسطين". ولكن الجبهة لم تكشف عن اسماء القتيلين والجريح. وقال مصدر أمني لبناني رفيع ل"الحياة": "إن الوثيقة التي عثرت مع أحدهما وفيها أمر مغادرة الأراضي السورية يؤكد تقويمنا بأن العمل الذي قاما به مشبوه وهو بالتأكيد لا يمت بصلة الى المقاومة اللبنانية، وربما هما مرتبطان بالداخل الفلسطيني".