خرقت الطائرات الحربية الاسرائيلية الأجواء اللبنانية محلّقة على علو مخفوض فوق منطقة مرجعيون ومزارع شبعا وفي سماء جزين واقليم التفاح والنبطية وصولاً الى صيدا وعاليه، وخرقت الطائرات الاسرائيلية جدار الصوت فوق العاصمة بيروت، كما حلقت الطائرات في أجواء بعلبك والهرمل في منطقة البقاع، وقامت وحدات الجيش اللبناني التي وضعت في حال تأهب قصوى بالتصدي للطائرات بالمضادات الأرضية. وكانت القوات الاسرائيلية أطلقت منطاداً للرصد والتجسس في أجواء العباسية - كفركلا جنوب سهل الخيام. في هذه الأثناء، استؤنفت المواجهات بين فلسطينيين تظاهروا عند بوابة راميا والجنود الاسرائيليين خلف الشريط الشائك على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية. ورد الجنود الاسرائيليون على رشق المتظاهرين لهم بالحجارة بإطلاق النار والقنابل الدخانية، مما أدى الى سقوط جريحين هما: احمد نبيل درويش 19 عاماً من مخيم نهر البارد وتم اسعافه في المكان ووسام العارف. وكان الجنود الاسرائيليون عززوا مواقعهم العسكرية على طول الحدود، وأقفل الجيش منطقة مزارع شبعا. وذكرت مصادر أمنية لبنانية أن مقاتلين أطلقوا قذيفتي هاون من الأراضي اللبنانية على موقع اسرائيلي في مزارع شبعا. وقالت: "إن القذيفتين استهدفتا مركز مراقبة اسرائيلياً اقيم في رويسات العلم وهي هضبة مطلة على كفرشوبا. الا ان اسرائيل نفت سقوط قذيفتين، وتحدثت عن تفجير قذائف غير منفجرة". وقلل مسؤول عسكري اسرائيلي في المنطقة الحدودية من أهمية التعزيزات العسكرية وقال لوكالة "فرانس برس": ليست هناك من تعزيزات، لدينا دائماً ما يكفي من القوات لحماية حدودنا وشعبنا وان مهمتنا تتواصل بشكل طبيعي". وكانت قوات الطوارئ الدولية اخضعت السيارات اللبنانية في منطقة الشريط الشائك الى تفتيش دقيق. ولزم، أمس، أهالي بلدة شبعا منازلهم تحسباً لرد اسرائيلي محتمل بعد القصف المدفعي الذي استهدف طريق شبعا - شويا وأدى الى محاصرة مدنيين عزل وجرح عدد منهم نزفوا على الطريق بعدما تعذر وصول سيارات الاسعاف لإغاثتهم. وكان جنود من الوحدة الهندية ساعدوا، ليل أول من أمس، سكان شبعا على نقل الجرحى الى القرية، وعالج رجال انقاذ يساعدهم جنود من القوات الدولية في شبعا 16 لبنانياً أصيبوا بجروح نتيجة النيران التي اطلقتها المروحيات الاسرائيلية. وارتفع عدد الجرحى اللبنانيين برصاص الجيش الاسرائيلي الى 27 جريحاً. وفجرت قوات الطوارئ الدولية صباح أمس، قذيفتين سقطتا أول من أمس، على مدخل كفرشوبا ولم تنفجرا. وكانت الفجوات التي احدثتها القذائف منعت المرور على طريق شبعا - شويا، وقامت فرق الاشغال في ردمها أمس. وكانت هيئة أبناء العرقوب وجهت نداء الى الأممالمتحدة وأجهزتها والى المؤسسات الانسانية الدولية للعمل على فك الحصار الاسرائيلي عبر المدفعية الحربية عن العشرات من أهالي بلدة شبعا من اطفال ونساء وشيوخ عزل احتجزتهم الطائرات الحربية وقذائف الجيش الاسرائيلي على طريق شبعا - شويا، ما أوقع عشرة جرحى ومنعت سيارات الاسعاف من الوصول إليهم وحملت الهيئة قوات الطوارئ الدولية الموجودة في شبعا مسؤولية انقاذ الجرحى. وكشف، أمس، الجيش الاسرائيلي عن هوية الأسرى الثلاثة وذكر بيان نقلته الاذاعة الاسرائيلية ان الجنود هم: الرقيب أول عمر السويد من قرية سلامة في الجليل والرقيب أول ابراهام بنيامين من بني باراك ضاحية تل أبيب والرقيب أدي اديتيان من طبريا. وقالت الاذاعة ان المئات من سكان بني باراك وطبريا تظاهروا للتعبير عن استيائهم لأسر الجنود. الى ذلك، شيّع الفلسطينيان حسن حسنين 30 عاماً وشادي أنس 27 عاماً اللذان استشهدا برصاص جنود اسرائيليين أول من أمس في راميا خلال تظاهرة للفلسطينيين المقيمين في لبنان. وانطلق موكب التشييع في مأتم مهيب من مخيمي برج البراجنة وشاتيلا حيث اطلقت النار تحية لهما، في اتجاه مسجد الامام علي في طريق الجديدة في بيروت ليزداد عدد المشيعين ويبلغ نحو 20 ألفاً رفعوا أعلاماً فلسطينيةولبنانية و"حزب الله". وأمّ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني صلاة الجنازة على روحيهما. واعتبر ان "قافلة الشهداء في سبيل الله لتحرير بيت القدس وكل فلسطين بدأت". وقال: "ان قتال اليهود في فلسطين جهاد في سبيل الله وان اخواننا في فلسطين بدأوا بتحرير بيت المقدس وكل فلسطين فلا تنكصوا ولا تجمدوا ولا تتوقفوا يا عرباً ويا مسلمين. شعب فلسطين يتقدم الصفوف ويناديكم". وأكد ان "لا كلام في سلام بعد اليوم مع اسرائيل، فهي دولة محاربة لا وجود شرعياً لها، فاستعدوا وتعلموا احكام الجهاد لتعرفوا كيف تقاتلون في سبيل الله". ثم اخرج النعشان محمولين على الأكف وسط جموع المشيعين الذي راحوا يكبرون ويهللون من أمام المسجد وصولاً الى مثواهما الأخير في مقبرة الشهداء. وكانت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نعت الشهيد حسنين مستنكرة الجريمة "التي تضاف الى مسلسل الموت الاسرائيلي".