نفى مصدر لبناني رسمي ان تكون الحكومة اللبنانية تبلغت من قيادة "حزب الله" معلومات عن قيام الحكومة النمسوية بوساطة بين الحزب واسرائيل تتعلق بإتمام عملية تبادل الأسرى بين الطرفين. وأكد ل"الحياة" ان الحكومة اللبنانية تواكب عن كثب الوساطة الألمانية بين الحزب واسرائيل، مشيراً الى "ان قيادة الحزب تبدي حرصاً على وضعنا في صورة الاتصالات التي تجريها معها المانيا". ولفت الى ان لدى الحكومة معلومات تتقاطع مع المعلومات المتوافرة لدى قيادة الحزب تؤكد ان النمسا "لم تبلغها حتى الساعة نيتها التوسط في قضية تبادل الأسرى". وقال: "إذا كان هناك من تحرك نمسوي، فهو لا يزال في طور التأسيس إذ ان الاتصالات النمسوية محصورة بالحكومة الإسرائيلية في محاولة للوقوف على رأيها ولم تطوِّرها في اتجاه قيادة الحزب". وأكد "عدم وصول أي موفد نمسوي الى بيروت، لإجراء اتصال بقيادة الحزب لهذا الغرض". وقال: "ان وساطة المانيا تعتبر جدية على رغم انها اضطرت الى التريث، لبعض الوقت، بسبب عاملين: التطورات المتسارعة على صعيد الداخل الإسرائيلي مع بدء الاستعدادات لإجراء انتخابات مبكرة، وعدم موافقة تل أبيب على الاقتراحات التي حددها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في مقابل انجاح التبادل، خصوصاً انه يتولى الاشراف على ملف المفاوضات". وكشف المصدر ان "البعثة الأمنية والسياسية الألمانية نقلت الى قيادة الحزب معلومات تفيد ان تل أبيب تعتبر ان السعر الذي حدده السيد نصرالله للموافقة على عملية التبادل عالٍ جداً. وان ليس في مقدور رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك الموافقة عليه". لكن هذا لا يمنع بون من مواصلة تحركها. وأوضح "ان الوساطة الألمانية مستمرة وان ما أنجزته حتى الآن يعود الى موافقة الطرفين على رعايتها المفاوضات التي قد تستغرق وقتاً طويلاً، ما لم يعدّل باراك موقفه، خصوصاً انه لا يستطيع أن يعطي الحزب كل ما يطلبه. ثم ان السيد نصرالله لا يوافق على بعض الشروط ما دام غير مستعجل على اتمام عملية التبادل، وبالتالي يصر على تسليم اسرائيل بالشروط التي حددها علناً". ورأى "ان الوضع الراهن لباراك في شأن عملية التبادل شبيه الى حد كبير بوضعه حيال المحاولات التي تبذلها الإدارة الأميركية لاعادة الاعتبار الى المسار الفلسطيني - الإسرائيلي". وقال ان رئيس وزراء اسرائيل "لا يستطيع التزام الشروط التي حددها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي لم يعد، في ظل تصاعد الانتفاضة، قادراً على القبول بأي ثمن يقدم اليه". ولم يستبعد "ما دامت المواقف من العروض، اسرائيلياً وفلسطينياً، ما زالت متباعدة، ان يقتصر تحرك الرئيس الأميركي بيل كلينتون الذي يستعد لتسليم خلفه مقاليد الرئاسة الأميركية على اثبات حضوره في منطقة الشرق الأوسط ريثما يتولى الرئيس المنتخب جورج بوش الابن صلاحياته".