تعرضت حركة "طالبان" خلال الأيام القليلة الماضية الى سلسلة من الضغوط الداخلية ترافقت مع العقوبات الدولية. وتمثلت تلك الضغوط في سلسلة تفجيرات في العاصمة الأفغانية كابول، وذلك في أعقاب تشديد الأممالمتحدة العقوبات الاقتصادية على الحركة لرفضها تسليم اسامة بن لادن. وطاولت التفجيرات مواقع مهمة في كابول بينها المحكمة العليا، ومركز تجاري، اضافة الى انفجار ثالث قرب السفارة الايرانية. وجاء ذلك في اعقاب محاولة اغتيال تعرض لها القائد المعروف في "طالبان" ملا داد الله، وأدت الى دق ناقوس الخطر، خصوصاً ان الحركة اعلنت ان اثنين من المهاجمين اعتقلا، وتبين انهما كانا يعملان لدى منظمة اغاثية فرنسية، ما قد يوتر العلاقات من جديد مع منظمات الاغاثة الغربية. وفي غضون ذلك، اعلنت قوات المعارضة الافغانية بقيادة الجنرال أحمد شاه مسعود أمس، سيطرتها على مطار خواجه غار في بدخشان شمال أفغانستان، كما تمكنت من السيطرة مجدداً على منطقة ياكولانج في باميان حيث تقول مصادر الأممالمتحدة ان قوات "طالبان" قتلت مئة من المدنيين الشيعة، الامر الذي نفته الحركة واعتبره زعيمها ملا محمد عمر دعاية سيئة. وعلى صعيد آخر، ظهرت مبادرات سلام عدة اقترحها أخيراً مؤتمرا روماوقبرص من أجل تسوية الأزمة الأفغانية. ولقيت مبادرة الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر شاه المقيم في روما، دعماً بريطانياً، في دعوتها الى عقد مجلس "لويا جركا" أي مجلس وطني عام تدعى اليه الشخصيات الأفغانية الكبيرة والمعروفة لتقرير مستقبل البلاد. وكان مؤتمر قبرص الذي دعا اليه همايون جرير وحضرته شخصيات أفغانية بارزة، في مقدمها الرئيس الأفغاني السابق صبغة الله مجددي، وزعيم الجبهة الاسلامية القومية الأفغانية سيد أحمد جيلاني، دعا الى تشكيل مجلس وطني أفغاني من 1500 شخصية. وقال منظم المؤتمر همايون جرير في اتصال هاتفي مع "الحياة": "جمعنا حوالى 5000 ممثل عن الشعب الأفغاني الذين قاموا باختيار 1500 منهم كممثلين عن الشعب الأفغاني، وسيقوم العدد الأخير باختيار 500 شخصية فقط من أجل دعوتهم الى قبرص لحضور مؤتمر أفغاني عام وذلك لتقرير مستقبل الوضع في أفغانستان". ويأمل منظمو مؤتمر قبرص في اقامة هذا المؤتمر قبل حلول الصيف المقبل.