} ألغت أنقرة مناقصة عسكرية كانت فازت بها شركة "الكاتل" ولوحت بمقاطعة سائر الشركات الفرنسية، وذلك رداً على تصويت البرلمان الفرنسي لمصلحة مشروع قانون يعترف بتعرض الأرمن لمجازر في تركيا عام 1915. وفي المقابل حذر كثيرون من ان هذه الخطوة تمس بالعلاقات بين أنقرةوالعواصم الاوروبية والغربية. أعلن وزير الدفاع التركي صباح الدين شاكماك أوغلو امس، الغاء مناقصة شراء قمر تجسس اصطناعي كانت فازت بها شركة "الكاتل" الفرنسية، وذلك رداً على اقرار مجلس النواب الفرنسي قانوناً يعترف بوقوع مجازر الأرمن في تركظيا عام 1915. وقال الوزير ان هذا القانون اهانة للأتراك وتزييف للحقائق التاريخية، وتوعد بإعادة النظر في إشراك شركات الأسلحة الفرنسية في عشر مناقصات جديدة سيعلن عنها الجيش التركي قريباً. كذلك أعلن مجلس الأمن القومي عن اسفه ازاء القانون الفرنسي الجديد وأكد انه سيضر بالعلاقات بين البلدين، فيما دعا رئيس الوزراء بولاند أجاويد الى اتخاذ اجراءات عقابية ومقاطعة ضد فرنسا، مع تجنب ايذاء مشاعر الشعب الفرنسي، وقال ان حكومته تدرس تدابير عدة ستتخذها لاحقاً بشأن مقاطعة البضائع الفرنسية. غير أن الحكومة التركية فضلت تأجيل الاعلان عن هذه التدابير الى حين موعد مصادقة الرئيس الفرنسي جاك شيراك على القانون، على أمل تدخل الاخير او حكومته لتحويل هذا القانون الى المحكمة الدستورية أو إبطال العمل به. وتعلم انقرة جيداً ان تنفيذ مقاطعة حقيقية للبضائع والشركات الفرنسية سيعود بالضرر عليها أيضاً لأنها بذلك ستخرق بعض بنود اتفاقية الاتحاد الجمركي التي وقعتها مع الاتحاد الأوروبي عام 1994. كما ان فرنسا تأتي على رأس لائحة الدول المستثمرة في تركيا. وبحثت تركيا مع أذربيجان موضوع اخراج فرنسا من مجموعة دول اتفاقية مينسك والتي تختص بالنظر في النزاع الأرمني - الاذربيجاني على اقليم قره باخ، بحجة ان فرنسا أصبحت طرفاً في الموضوع وانها قد تتسبب في تدهور الوضع الأمني وعودة الاضطرابات الى الاقليم بسبب قانونها الاخير. لوبي تركي وفي الوقت نفسه، دعا البرلمان التركي الى إنشاء مجموعة عمل تبحث في كيفية عرقلة صدور قوانين مشابهة في البرلمان الايطالي ومجلس العموم البريطاني والكونغرس الأميركي حيث للوبي الأرمني نشاط واسع، كما ستدرس هذه اللجنة كيفية انشاء لوبي تركي في تلك العواصم الغربية ولو متأخراً. وفي المقابل، حضت اوساط اعلامية وسياسية في تركيا على التحلي بالهدوء والتعقل اثناء ابداء ردود الفعل الغاضبة ضد فرنسا، ودعت الى ايقاف التظاهرات اليومية أمام السفارة الفرنسية في أنقرة وقنصليتها في اسطنبول والتي تخللها رشق الديبلوماسيين الفرنسيين بالبيض. واستنكرت هذه الأوساط مطالبة رئيس جامعة أنقرة بقطع العلاقات الثقافية مع فرنسا ومطالبة بعض النواب بمنع تعليم اللغة الفرنسية في تركيا. وذكرت ان مثل هذه التصرفات سيزيد في تشويه صورة تركيا في الغرب.