بصفتي عراقياً لا يسعني إلا أن أعبر عن شكري وامتناني للكويت والسعودية على دورهما في حماية الشعب العراقي من بطش النظام الصدامي، وذلك بالسماح للدوريات الجوية الأميركية والبريطانية بالانطلاق من قواعد في أراضيهما بغرض فرض الحظر الجوي على الطائرات العراقية. ولولا هذه الدوريات الجوية لكانت طائرات النظام الصدامي وصواريخه تدك المدن والقصبات العراقية في الجنوب والشمال، كما حدث قبل وأثناء انتفاضة آذار مارس المجيدة. فبعد سحق الانتفاضة في جنوبالعراق ووسطه، بالطائرات والصواريخ، وتدمير مدن البصرة والعمارة والكوت والناصرية والسماوة والنجف وكربلاء والكوفة وعشرات المدن الأخرى، تفرغ النظام لسحق الأكراد في شمال العراق. وقد شاهد العالم بأسره على شاشات التلفزيون معاناة أكثر من مليوني هارب من جحيم القصف في الممرات الجبلية، الوعرة والمغطاة بالثلوج، حفاة، عراة، جياعاً. ووقف الرئيس الأميركي موقف المتفرج يراقب صدام وهو يسحق أبناء الشعب العراقي بالحديد والنار. وقد فرضت منطقة الحظر الجوي في شمال العراق أولاً ثم في جنوبه، بضغط من الرأي العام الأوروبي والأميركي، وليس بمبادرة من الحكومة الأميركية. أما ادعاء النظام الصدامي أن دوريات الطائرات الأميركية والبريطانية، المنطلقة من السعودية والكويت، تقصف الأطفال والمدنيين، فهو كذب وافتراء، كعادة النظام الصدامي في كل ما يقول. فمن المعلوم أن مهمة الطائرات هي فرض التزام النظام بمنطقتي الحظر الجوي. أما القصف من حين لآخر فهو موجه الى الرادارات التي يقوم النظام بتشغيلها. لندن - عمر علي صابر