} برزت مؤشرات الى تصعيد في المواجهة بين بغداد والطائرات الأميركية والبريطانية التي شنت غارة ليلية هي الثانية هذا الاسبوع، واستهدفت مقر قيادة عسكرياً في جنوبالعراق. وفي وقت أعلنت السلطات العراقية ان الغارات الجديدة استهدفت مخزن أغذية ومحطة للسكك الحديد، واصلت بغداد حملة التصعيد مع الكويت والسعودية، والتي بدأت ملامحها تظهر منذ الخطاب الأخير للرئيس صدام حسين. بغداد، دبي، لندن، واشنطن - أ ف ب، رويترز - اعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان طائرات اميركية ردت على موقعين للمدفعية العراقية المضادة للطائرات، بعدما اطلقت النار باتجاهها. وأكدت القيادة العسكرية الاميركية في بيان نشر أمس في قاعدة "ماك ديل" الجوية في فلوريدا ان الضربات أول من أمس كانت "رداً على اطلاق النار من المدفعية العراقية المضادة للطائرات ضد قوات التحالف التي تتولى مراقبة الحظر الجوي في جنوبالعراق". وأوضحت اللفتنانت كولونيل جينجر بلازيكو لوكالة "فرانس برس" ان طائرتين من نوع "هورنت" تابعتين للبحرية الاميركية نفذتا عملية القصف، مشيرة الى ان "طائرات للتحالف" قصفت مركز قيادة عراقياً. وشدد البيان العسكري الاميركي على ان الطائرات البريطانية والاميركية لا تضرب اهدافاً مدنية، وتسعى الى تفادي خسائر في صفوف المدنيين. ومنذ كانون الاول ديسمبر 1998 تدور مواجهات شبه يومية بين العراق والطيران الاميركي والبريطاني الذي يراقب منطقتي الحظر الجوي في شمال العراقوجنوبه، ولا تعترف بغداد بهاتين المنطقتين اللتين لم يصدر في شأنهما اي قرار دولي. وأسفرت الغارات التي تشنها تلك الطائرات منذ نهاية 1998 عن سقوط 300 قتيل واصابة حوالى 920 بجروح، وفق احصاء وضعته "فرانس برس" استناداً الى بيانات رسمية عراقية. وبثت "وكالة الأنباء العراقية" الرسمية أمس ان عدداً من المدنيين جرحوا السبت في غارة أميركية - بريطانية على مدينة السماوة، هي الثانية خلال يومين. وأشارت إلى ان "الطائرات الأميركية والبريطانية هاجمت ليلاً محطة قطار السماوة، مما أدى إلى جرح عدد من المواطنين وألحق أضراراً بعدد من الدور السكنية المجاورة". وزادت ان "هذا العمل المجرم الذي ألحق دماراً في محطة قطار السماوة والدور السكنية، يعكس حقد الإدارة الأميركية وتابعتها البريطانية على الشعب العراقي".وجاءت غارة السبت بعد غارات شنتها طائرات اميركية وبريطانية ليل الجمعة الماضي ذكر شهود عراقيون انها اصابت مخزناً مدنياً حكومياً في جنوبالعراق، وأدت الى مقتل مدنيين وجرح 19 آخرين. وأفاد مصور وكالة "رويترز" ان غارة الجمعة وهي الأولى منذ ستة اسابيع، أصابت مخزناً لمواد بناء في منطقة السماوة 270 كيلومتراً جنوببغداد. وأضاف ان جزءاً من المخزن دمر فيما لحقت أضرار واسعة بغرف كانت تستخدم في تخزين الأغذية، وبستة منازل مجاورة. ولم تكن هناك وحدات عسكرية عراقية في المنطقة، لكن المصور أكد ان طائرات اميركية أو بريطانية حلقت فوق الموقع بعد 16 ساعة على الغارة. وصرح وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح الى الصحافيين بأن المخزن كان يضم أغذية ومواد أخرى استوردت في اطار برنامج "النفط للغذاء". ووصف الغارة بأنها "عمل اجرامي" ضد "منشأة تؤمن الغذاء للناس في محافظة المثنى". وكان ناطق عسكري عراقي أعلن ليل السبت مقتل عراقيين وجرح 19 في غارة على مدينة السماوة ليل الجمعة. ودفن أحد المواطنين احسان صبري 25 سنة أول من أمس بحضور عدد من وجهاء المنطقة، بينهم الحاكم اياد خليل زكي. وروى أحد الشهود ان مقاتلات أميركية وبريطانية اطلقت نحو عشرة صواريخ اصاب بعضها عدداً من الأبنية اصابات مباشرة. وأحدثت الغارة ثلاث فجوات كبيرة قرب المواقع المستهدفة. واعتبر الوزير محمد مهدي صالح ان "مخازن الغذاء هي من المواقع الأساسية التي يستهدفها الاميركيون والبريطانيون، وكلما توافرت لهم الفرصة يدمرون غذاء الشعب. هذا نوع من الانتقام لزيارة الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز للعراق، ورغم ذلك أعلن الرئيس الاندونيسي انه سيزور" البلد. وانتقدت واشنطن التي تسعى الى عزل نظام الرئيس صدام حسين، الزيارة التي قام بها الخميس الرئيس الفنزويلي، وهي الأولى لرئيس دولة الى العراق منذ حرب الخليج عام 1991. الى ذلك، نددت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ب"قصف المدنيين والمنشآت المدنية في العراق". واعتبرت الجبهة في بيان تلقته "الحياة" في لندن ان على الدول العربية "وضع حد لمأساة الحصار".