نيويورك، واشنطن - أ ف ب، رويترز - اعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان ثلاث طائرات اميركية من طراز "اف - 15" قصفت امس مركز قيادة عراقياً في منطقة الحظر الجوي في شمال العراق، "رداً على اطلاق وسائل الدفاع الجوي العراقي النار". وأوضحت الوزارة ان الطائرات ألقت قنابل وزن كل منها 900 كيلوغرام، وهاجمت ايضاً نظاماً لاطلاق الصواريخ قرب الموصل بقنابل وزن كل منها 230 كيلوغراماً، بعد تعرضها لنار المضادات الأرضية. وكانت واشنطن ولندن ابلغتا مجلس الأمن في وقت متقدم ليل الاثنين انهما تفرضان الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه لحماية المدنيين في هذا البلد من احتمالات قمعهم. لكن بغداد اتهمت بريطانيا وأميركا بأنهما "تفتكان بأرواح المدنيين الذين تزعمان حمايتهم". وجرت هذه المواجهة في نهاية يوم كامل من المناقشات في المجلس لموضوع حماية المدنيين خلال الصراعات المسلحة. وطالب سعيد حسن مندوب العراق برفع الحظر الدولي، مؤكداً انه "مسؤول عن وفاة مليون ونصف مليون عراقي" ودمر البنية التحتية للبلاد "لأجيال مقبلة". وفي اشارة الى الضربات الاميركية - البريطانية ضد اهداف في شمال العراق وجنوبه قال حسن ان المجلس "امامه فرصة طيبة لحماية المدنيين العراقيين من خلال حظر استخدام القوة ضدهم الذي تلجأ اليه الولاياتالمتحدةوبريطانيا في شكل يومي، من خلال حظر جوي غير مشروع". واعتبر المندوب الاميركي بيتر بيرلي ان الصعوبات التي يعيشها العراق تتحمل مسؤوليتها القيادة العراقية التي حاولت "اقتلاع جارة لها غزو الكويت ووجهت تهديدات لكل جيرانها تقريباً بما في ذلك تركيا والسعودية والكويت خلال الثلاثة اسابيع الماضية". وزاد ان استخدام القوة ضد العراق يرجع الى رفضه الاذعان لشرط نزع السلاح الوارد في قرار وقف النار في حرب الخليج، ورفضه التخلي عن اسلحة الدمار الشامل. وأشار الى ان منطقتي الحظر الجوي فرضتا "لحماية المدنيين من العمليات التي يقوم بها النظام العراقي"، مشيراً الى مهاجمة الشيعة في الجنوب والأكراد في الشمال. وقال المندوب البريطاني السير جيريمي غرينستوك: "حين تظهر تفاصيل قمع العراق المستمر لشعبه سيثبت انها قصة مروعة". وتحدث مندوب العراق مجدداً قائلاً ان الولاياتالمتحدةوبريطانيا هما "آخر من يحق له سكب دموع التماسيح على الشعب العراقي الذي تذبحانه كل يوم".