سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الحياة" تفتح مجدداً ملف الفضائيات العربية وإعلام الانترنت . بعد تأخرها مرتين في ستة أشهر . "ايلاف" تنطلق عبر الانترنت في شهر آذار بالعربية والانكليزية قبل صدورها بالفارسية 4
بعد تأخر ستة اشهر عن الموعد الاساسي الذي حُدّد لانطلاقها تَعِدْ "ايلاف"، وهي اول صحيفة عربية دولية من نوعها تصدر عبر الانترنت، بالصدور مطلع الربيع المقبل، لتقدم للجمهور العربي خدمة اعلامية، يقول القائمون على المشروع، انها ستضاهي الصحافة اليومية الدولية الصادرة باللغتين العربية والانكليزية. وذكر ناشر "ايلاف" الزميل عثمان العمير، رئيس التحرير السابق لجريدة "الشرق الاوسط"، في حديث الى "الحياة" شمل ظروف التأخر وطبيعة الخطوات التي أُنجزت، ان "ايلاف ستصدر باللغة العربية على ان تتبعها في شكل متزامن طبعة الكترونية باللغة الانكليزية لدى بدء الصدور الرسمي "في الاسبوع الاخير من آذار مارس المقبل". واضاف ان "ايلاف" ستصدر ايضاً باللغة الفارسية مطلع الخريف المقبل وقال: "سنبدأ الصدور بطبعة بالفارسية بعد ستة شهور من صدور الطبعتين العربية والانكليزية". وأثار طرح المشروع مذ تحدثت عنه "الحياة" قبل عشرة شهور اهتماماً في الاوساط الصحافية والاعلامية نظراً الى انها المرة الاولى التي يُطرح فيها مشروع مماثل في العالم العربي، يقوم على تحرير محتوى مستقل خاص بالصحيفة الالكترونية اليومية، وفي شكل مختلف، كما يقول السيد العمير، عن "بقية الصحف والمواقع الاخبارية اليومية التي تستعيد في العالم العربي ما يرد في وكالات الانباء ولا تقدم جديداً متميزاً خاصاً بها، كما هو حال وسائل الاعلام ذات الهوية المتميزة". مراحل التأسيس المنجزة وذكر ناشر "ايلاف" انه جرى حتى الآن "تأسيس مكتب في الدار البيضاء يضم في عداد الموظفين العاملين معه تسعة صحافيين علماً ان تفكيرنا انصبّ منذ البداية على التخفيف من المكاتب لأن طموحنا هو ان يعمل الاعلامي من منزله مباشرة". واضاف: "بدأنا بالفعل مع مجموعة من ثلاثة صحافيين في المغرب يعملون من منازلهم وبذلك نكون حققنا فلسفة الانترنت القائمة على اللامكانية واعتقد ان ما حققناه من نتائج ملفت، لا سيما مع صحافي موجود في مراكش وهو مسؤول عن قطاع معيّن من الصفحات في الجريدة، واستطاع في مدى سبعة شهور اقامة روابط جيدة مع الناس في القطاع الذي يتولى مسؤوليته". واضاف: "أسّسنا مكتبنا في الدار البيضاء وانفقنا وقتاً طويلاً على تدريب مجموعة الشباب وتأهيلهم وهم الآن مستعدون للعمل". اما عن بيروت فقال: "استأجرنا مقراً في العاصمة اللبنانية. والحقيقة كنا سنتخذ مقراً لنا في الوسط التجاري، لكنه غالٍ. وميزة مشروعنا انه قائم على أسس اقتصادية وبالتالي فضّلنا ان نستأجر طابقاً في احد المباني في منطقة الحازمية، وهي منطقة جيدة وقريبة في الوقت ذاته، ولم نشتر المكان لاننا نعتبر ان الايجار في بيروت يبقى افضل من الشراء في المشاريع الاستثمارية اذ لا تتجاوز كلفة استئجار طابق تراوح مساحته بين 500 الى 600 متر مربع 30 ألفاً الى 40 الف دولار في السنة". واضاف: "لدينا 12 شخصاً جرى توظيفهم في مكتب بيروت حيث سنعد بعض الصفحات غير السياسية فيه. واشتركنا بالفعل مع وكالات الانباء والصور في صورة رسمية وبدأنا بتلقي بثها قبل ثمانية ايام بعدما تم الانتهاء من نصب الاجهزة". واشار الى انه تم اعداد صفحات العدد صفر. وقال: "كل محرر يعمل طبعاً على صفحته وتحت اشراف شركات ومصممين اخترناهم من بريطانيا ولبنان". وتابع يقول: "في الخليج أسسنا شركة اميركية رديفة لايلاف اسمها اتصال ومقرها بين اميركا والرياض. وهي شركة فنية تقوم بالعمل الخاص بخادم الصحيفة داخل الشبكة Server وقد اشترينا الخادم كاملاً ولم نستأجره، بكلفة قاربت 150 الف دولار. وهو موجود في الولاياتالمتحدة التي اخترناها لتكون مقراً له، لأننا اكتشفنا ان السوق الاميركية تبقى الافضل من الناحية التقنية واحدث واسرع من البيئات التي لم تتوافر فيها بنى تكنولوجيا المعلومات في العالم العربي". تغيرات وتعديلات ويبدو ان هناك بعض التغييرات التي عرفها مشروع "ايلاف" على مدى الشهور الماضية، اولها كان تأجيل الصدور من تشرين الاول اكتوبر الماضي راجع عدد "الحياة" بتاريخ 2000/4/14 الى مطلع الشهر الجاري. ثم تقرر بعد ذلك التأجيل لمدة ثلاثة شهور اضافية، يبدو ان القائمين على المشروع احتاجوا اليها لتهيئة انفسهم قبل الانطلاق من دون تعثّر. وقال السيد العمير: "هذا موعد نهائي وستبدأ الصحيفة بالصدور في الاسبوع الاخير من آذار المقبل". اما التغيير الثاني فكان الانصراف عن فتح مكتب في دبي، بعدما كانت جرت محادثات بين العمير وبين محمد القرقاوي، المدير العام ل"سلطة المنطقة الحرة في دبي للتكنولوجيا والتجارة الالكترونية والاعلام"، شملت افتتاح مكتب كبير ل"ايلاف". وعلى رغم انه كان قد جرى التوصل الى اتفاق مبدئي لافتتاح مكتب في "مدينة دبي للاعلام" يكون "مقراً لتحرير الشؤون الاقتصادية" الا انه تم صرف النظر عن المشروع. وقال العمير: "ليست لدينا خطة الآن لفتح مكتب في دبي. لان التواجد فيها يمكن ان يكون مهماً لشركة من شركات تكنولوجيا المعلومات ترغب في الاستفادة من تقدم البنى التكنولوجية المتاحة هناك. ولكننا شركة خدمات اعلامية ونهتم بدبي من وجهة نظر صحافية قدر اهتمامنا بأن يكون لنا حضور عبر مراسلينا في السعودية والبحرين وبقية اسواق دول الخليج". ونفى ان يكون هناك حالياً اي "تفكير بامتلاك كبير في دبي" مشيراً الى ان التفكير منصبّ على تعيين مراسلين صحافيين فيها لمتابعة الاخبار والاحداث اليومية والاقتصادية. العمل في لندن ومن المنتظر ان يكون مركز "ايلاف" الرئيسي في لندن حيث سيتم تحرير الصفحات السياسية والاشراف على تحرير المواد الصحافية قبل صدورها عبر الانترنت وعلى ان يتولى صحافيون "مخضرمون" مهمة التحرير والاشراف النهائي على المواد التحريرية. كما من المنتظر ان يكون مركز الصحيفة في مقر مستأجر من شركة "او. آر ميديا" التي يملك نصفها غرب العاصمة البريطانية، والتي كان مسؤولو "تلفزيون ابو ظبي" يفكّرون في شراء مبنى مجاور لها لاتخاذه مركزاً لأنشطتهم التلفزيونية. وقال العمير ان عدد موظفي "ايلاف" في لندن سيدور في حدود عشرة موظفين على ان يُراعى عدم زيادة عددهم لتجنب ارتفاع التكاليف في شكل غير مبرر. ونوّه الى اهمية اعتماد العنصر الشاب وقال: "اعمار موظفينا ستكون صغيرة لا سيما في المكاتب الخارجية، لأننا نحاول ان نمازج بين الخبرة والشباب، علماً ان طابع الشباب سيغلب نظراً الى انهم الأكثر قدرة على التعامل مع الانترنت، ولهم دراية تامة به". واضاف معلّقاً: "اصبت بخيبة امل من الكثير من الصحافيين العرب المحترفين لأن لدى اغلبهم موقف مناهض للانترنت. هم لا يريدون ان يتعلّموا مع انه ليس مطلوباً منهم ان يتعلّموا التكنولوجيا لانتاجها بل ان يحسنوا في اسابيع قليلة استخدام تطبيقاتها. ولا اكتم ان البعض منهم، وفي سن معينة، استطاع التعلّم بسرعة والتكيّف ولكنهم يبقون قلّة".