في آخر حديث أدلى به دنيس روس بصفته منسقاً لعملية السلام في الشرق الاوسط، قال ل"الحياة" ان تسلم الرئيس جورج بوش السلطة يخلق واقعاً جديداً بالنسبة الى عملية السلام مستبعداً ان يشارك الاخير شخصياً في المفاوضات. وبدا امس هذا الواقع الجديد، اذ امضى بوش يومه الاول في البيت الابيض وغاب عن واشنطن توقع مبادرات حيال الشرق الاوسط وانتظار اعلان مجيء قادة في المنطقة الى البيت الابيض او التكهن بذهاب مسؤولين اميركيين الىها لايجاد حل. روس الذي اشرف على الجهود الاميركية لمدة عشر سنين، حذر من ان الفرصة التي كانت متاحة في عهد الرئيس بيل كلينتون لن تتكرر لسنوات. واعطى في حديثه الى "الحياة" نصه في الصفحة 8 وصفاً لواقع المفاوضات على المسارين السوري والفلسطيني، وتفسيراً لمراحلها. وقال روس ان الرئيس الراحل حافظ الاسد كان مستعداً لإبرام سلام مع اسرائيل ولو لم يتم الاتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين على مستقبل القدس، وذلك بعدما وقع اتفاق اوسلو. واعتبر ان لبنان لم يلتزم قرار مجلس الامن الرقم 425 على رغم تأكيد الامين العام للامم المتحدة التزام اسرائيل، وحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية ذلك. واشار روس الى ان سورية اعطت اشارات "متناقضة" حيال قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الانسحاب من لبنان، معرباً عن اعتقاده ان القيادة السورية لم تتوقع حتى مرحلة متقدمة تنفيذ باراك الانسحاب. ونصح ادارة بوش بأن تأخذ وقتها والا تتسرع في اتخاذ القرارات بالنسبة الى سياستها تجاه عملية السلام. ورأى ان المفاوضات الحالية بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني تحصل خارج الاطر التي حددها كلينتون في ايامه الاخيرة في البيت الابيض، لذلك فضلت واشنطن عدم المشاركة فيها. وقال ان مدريد كمرجعية لعملية السلام لم تشر الى القرار 194 المتعلق بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وان الحديث عن حق العودة الى داخل اسرائيل لا يتناسب مع مبدأ قيام دولتين اسرائيلية وفلسطينية، الذي يعتبر الاساس لاقتراحات كلينتون. وتابع روس: "لولا الانتفاضة لقدم كلينتون اقتراحاته مبكراً ... ولا حلّ عسكرياً للاسرائيليين، والعنف يؤجل تحقيق طموحات الفلسطينيين". ووصف مفاوضات كامب ديفيد بأنها كانت "القفزة المهمة"، مشدداً على انها "كسرت المحرّمات في كثير من القضايا".