بدأت الجماعات المسلحة مسلسلاً جديداً من أعمال العنف ذهب ضحيته أكثر من 50 شخصاً منذ مطلع الأسبوع الجاري. وتزامنت هذه الاعتداءات المسلحة مع أنباء عن خلافات داخل الحكم، وتوقع اعلان "اقالات" تشمل بعض الضباط المكلفين بإدارة المواجهة مع الجماعات المسلحة. وأفاد شهود عيان أن مجموعة مسلحة قتلت مساء الجمعة 11 فرداً خلال هجوم نفذته على أحد أحياء منطقة قطيطين وسط بلدية المدية 90كلم جنوب العاصمة. ولم ترد تفاصيل عن هذه المذبحة الجديدة التي هزت المنطقة والتي تعد الثانية في هذا الحي بعد المجزرة التي وقعت في رمضان الماضي في احدى الثانويات المهنية وأودت بحياة 21 شخصاً، بينهم 19 طالباً. وكانت الجماعات المسلحة ذبحت مساء الخميس 23 شخصاً في ولاية الشلف الضلع الثالث في مثلث الموت، اضافة الى المدية وعين الدفلى. وشهد المثلث تصاعداً ملحوظاً لاعمال العنف على رغم التعزيزات الامنية الكبيرة التي اقرتها الحكومة. وتعتقد مصادر حسنة الإطلاع بأن فشل المخطط الأمني الذي أعلنه وزير الداخلية يزيد الزرهوني من شأنه التأثير سلباً على علاقات الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مع المسؤولين العسكريين المكلفين بإدارة الملف الأمني على مستوى قيادة الأركان. ويتوقع بعض المصادر أن يعمد الرئيس الجزائري إلى تجاوز الوضع بالإعلان قريباً عن سلسلة من الإقالات تشمل بعض الضباط المكلفين بإدارة ملف المواجهة مع الجماعات المسلحة. ولم يعرف هل كانت هذه القرارات ستتم على مستوى مركزي في قيادة الأركان أم أنها ستنحصر فقط في القطاعات العسكرية في الولايات التي تشهد تصاعداً للعنف. إلى ذلك أ ف ب، أفادت صحيفة "لوماتان"ان اسلاميين مسلحين قتلوا جنديين وجرحوا ثالثا بعدما اوقفوهم على حاجز نصب على احدى الطرق في منطقة القبائل الجبلية شرق العاصمة. وأوضحت ان مسلحين يرتدون بزات عسكرية اوقفوا الجنود الذين كانوا يستقلون سيارة بين القادرية وتيزي غنيف 90 كلم جنوب شرقي العاصمة، ومن ثم عمدوا الى قتلهم. ووقع الاعتداء في منطقة تنشط فيها عادة "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بزعامة حسن حطاب الذي يرفض سياسة المصالحة الوطنية على غرار "الجماعة الاسلامية المسلحة" بزعامة عنتر زوابري.