التقى الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا بالأعضاء الثلاثة المسلم والصربي والكرواتي في هيئة رئاسة جمهورية البوسنة - الهرسك. وتناولت محادثاته معهم "تبادل السفراء بين بلغراد وساراييفو وإزالة المشاكل التي خلفتها الحرب البوسنية وتحقيق التجارة الحرة بين البلدين، اضافة الى طلب الصرب البوسنيين بمنحهم جنسية يوغوسلافية مزدوجة مع جنسيتهم البوسنية ورغبة البوشناق المسلمين المقيمين في منطقة السنجاق جنوب صربيا وشمال الجبل الأسود بالحصول على جنسية بوسنية مزدوجة مع جنسيتهم اليوغوسلافية". ومعلوم ان ممثل الصرب جيفكو راويشيتش يتولى رئاسة الدورة الحالية لهيئة الرئاسة البوسنية الجماعية ويشارك في عضويتها المسلم خالد غينياتس والكرواتي انتي ييلافيتش، ويتناوبون بينهم على رئاسة الهيئة رئاسة الجمهورية كل ثمانية أشهر، وهو استمرار للنظام البوسني أقره اتفاق دايتون الذي كان معمولاً به في عهد يوغوسلافيا السابقة، الذي يضمن مساواة الاعراق البوسنية الثلاث في المشاركة بالمناصب الرئيسية العليا للبلاد. واجتمع كوشتونيتسا خلال زيارته لساراييفو برئيس الادارة المدنية الدولية المشرفة على البوسنة ولفغانغ بتريتش، وتركزت محادثاتهما حول "تعهد بلغراد رسمياً باحترام كل بنود اتفاق دايتون الذي ابرم نهاية 1995 ووضع حداً للحرب البوسنية من دون احداث تغيير فيه". وكان كوشتونيتسا أفاد أول من أمس خلال مؤتمره الصحافي الشهري في القصر الرئاسي ببلغراد، انه يدعم اتفاق دايتون "لكن في معناه الحقيقي، كما تم اعداده وليس كما يرغب البعض في تفسيره اليوم". واعتبر المراقبون هذا التأكيد في شأن اتفاق دايتون، اشارة الى معارضة بلغراد لحملة بعض الزعماء المسلمين، وخصوصاً رئيس الحزب من اجل البوسنة - الهرسك حارث سيلايجيتش، الذين يطالبون بتقليص صلاحيات كيان صرب البوسنة لمصلحة تقوية وحدة جمهورية البوسنة - الهرسك". وكان كوشتونيتسا قام بزيارة غير رسمية لمطار ساراييفو في 22 تشرين الأول اكتوبر الماضي، كانت الأولى لرئيس يوغوسلافي الى العاصمة البوسنية منذ عام 1992. ومهدت تلك الزيارة الطريق أمام تطبيع العلاقات بين البوسنة ويوغوسلافيا اللتين وقعتا في 15 كانون الأول ديسمبر الماضي بروتوكولاً يضفي الطابع الرسمي على اقامة العلاقات الديبلوماسية بين بلغراد وساراييفو. ومن جهة أخرى، نقلت وكالة أنباء "بيتا" الصربية أمس عن مسؤول في البيت الأبيض ان الولاياتالمتحدة ستعلن رسمياً رفع العقوبات الاقتصادية التي لا تزال تفرضها على يوغوسلافيا. وأوضح المسؤول ان العقوبات "ستظل مفروضة على 81 صربياً، من بينهم الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش وعائلته وأفراد حاشيته". وكان كلينتون وعد الشعب اليوغوسلافي برفع هذه العقوبات التي تشمل الحظر على الاستثمارات والقروض والنفط وأموراً أخرى "اذا عادت الديموقراطية الى البلاد". وشكل القرار برفع العقوبات على يوغوسلافيا واحداً من القرارات الأخيرة التي وقعها الرئيس كلينتون الذي انتهت فترة رئاسته اليوم السبت، ليبدأ الرئيس المنتخب جورج بوش الابن تولي مهام الرئاسة. ورأى المراقبون ان هذه العقوبات بقيت رمزية بعد خلع الرئيس السابق ميلوشيفيتش، لأن بلغراد في عهدها الجديد، استندت الى دعم دول الاتحاد الأوروبي التي كانت رفعت عقوباتها على يوغوسلافيا منذ الأيام الأولى لتولي كوشتونيتسا السلطة.