كتب الصحافي الكويتي، ناصر العبدلي، مقالاً بعنوان "من الملوم في استمرار القطيعة الفلسطينية - الكويتية" الحياة 17/12/2000، وفيه يطرح أسبابه التي تحول دون عودة العلاقات الطبيعية بين الكويت ومنظمة التحرير، وذلك على النحو الذي عادت فيه العلاقات بين الكويت وما يسمى ب"الدول الضد". وأود أن أشير الى السبب الثاني الذي يسوقه الأستاذ العبدلي الذي يقول إن دول الضد ساندت الاحتلال العراقي، إعلامياً وسياسياً فقط، بينما قامت منظمة التحرير بإرسال "قوات فلسطينية لمساندة المحتل شاركوا في التنكيل بالشعب الكويتي ... وشهدوا به خلال المحاكمات لهؤلاء المتعاونين عندما قبض عليهم داخل الكويت...". وعلى رغم أني أشارك الأستاذ العبدلي في لوم وانتقاد موقف منظمة التحرير من الاحتلال العراقي، وأضيف له أسباباً أكثر، إلا أن السبب المتعلق بإرسال قوات فلسطينية، فإني أختلف معه فيه اختلافاً جذرياً. ذلك أن أياً من القوات الخاضعة لسلطة المنظمة لم ترسل الى الكويت، ولم تشارك مع قوات الاحتلال. والذي حدث فعلاً هو أن الفلسطينيين الذين ينضوون في صفوف حزب البعث الحاكم في العراق هم الذين أرسلوا الى الكويت، وهم الذين وضعتهم قوات الاحتلال على الحواجز داخل الكويت. وقد تهيأ للأخوة الكويتيين أن هؤلاء الفلسطينيين هم من الذين عاشوا في الكويت، ما ولّد لديهم شعوراً بالمرارة والخيبة. إن ما فعله النظام العراقي لم يكن إلا مخبثة أضيفت الى مخابثه الكثيرة التي قصد بها إحداث شق بين الكويتيين والفلسطينيين لعلمه بالروابط الحميمة والقديمة التي تربط بينهما. ويبدو أن هذا النظام قد نجح في إحداث هذا الشق بدلالة استمرار القطيعة. وهو موقف لا ينسجم مع الموقف الرسمي للحكومة الكويتية، والموقف الشعبي الكويتي، اللذين ما زالا على عهدهما من الالتزام بالقضية الفلسطينية، كما عبر عن ذلك موقفهما المشرف والثابت خلال انتفاضة الأقصى الحالية. الأردن - د. أنيس فوزي قاسم محامٍ