} هدأت أزمة "محاكمة مؤتمر برلين" ديبلوماسياً بين ايرانوالمانيا بعد اعلان المستشار الألماني غيرهارد شرودر عزمه زيارة طهران قريباً، لكنها تصاعدت سياسياً بين المحافظين والاصلاحيين مع مطالبة التيار المحافظ رئاسة الجمهورية بطلب توضيح الماني بسبب ما اعتبره "تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية الايرانية"، في حين صعد التيار الاصلاحي مواقفه ضد القضاء، واصفاً الأحكام التي صدرت ضد المشاركين في مؤتمر برلين بأنها "متناقضة وتفتقد الى الموضوعية". حذر الرئيس الايراني محمد خاتمي "أي فريق أو مؤسسة أو جهاز يحاول وبأي ذريعة الوقوف في وجه الحركة الهادرة للشعب نحو الحرية وحاكمية الشعب الدينية"، بأنه "محكوم عليه بالفناء". ودعا خاتمي خلال زيارته مدينة شيراز جنوب أول من أمس الى حضور أكبر للشعب في الساحة لتفويت الفرصة على "أي عدو أجنبي وعلى أصحاب النظرات الضيقة" في الداخل. وصعّد مناصرو الرئيس الايراني حملتهم على الأحكام القضائية التي صدرت بحق المشاركين في مؤتمر برلين استباقاً لمرحلة معاودة النظر في الأحكام بعدما قدّم المتهمون استئنافاً أمام القضاء. وتضاربت مواقف المحافظين مع مواقف الاصلاحيين، اذ دعت صحيفة "رسالت" محافظة القضاء الى اصدار أحكام أخرى بإدانة المانيا التي نظمت مؤتمر برلين، ورأت "ان الأحكام أقل مما كان ينتظره الشعب الايراني الغاضب بسبب ما حصل من مؤامرة واساءة الى النظام الاسلامي". ودعت الصحيفة رئاسة الجمهورية الى طلب توضيحات من المستشارية الألمانية بسبب التهديد بالغاء زيارة شرودر لطهران وتدخل برلين في الشؤون الداخلية لايران. في المقابل، رأى الاصلاحيون ان الأحكام القضائية كانت متناقضة، ورأى النائب محسن آرمين أحد الأعضاء البارزين في منظمة "مجاهدي الثورة" اصلاحي ان ما يثير القلق هو عدم الانسجام في "تعاطي القضاء مع هذه القضية وبما اتبعها من أحكام قاسية ومع تعاطيه مع ملف اضطرابات الحي الجامعي في تموز يوليو 1999 وتبرئته المتورطين من قوات الشرطة في اقتحام الحي الجامعي". ودعا عضو اللجنة القضائية في البرلمان الايراني محمد كاظمي القضاء الى "اعادة النظر ونقض الأحكام عبر محكمة الاستئناف" بعدما رأى "وجود تناقض في تبرئة بعض المشاركين في المؤتمر وادانة آخرين". ورد اساتذة جامعيون وحقوقيون محافظون على هذه الآراء، معتبرين ان مؤتمر برلين "استمرار للتآمر الألماني على ايران منذ اصدار محكمة ميكونوس الألمانية أحكاماً ضد كبار المسؤولين الايرانيين بتهمة اغتيال معارضين أكراد في المانيا". وقال أصغر ذارعي استاذ جامعي "ان حزب الخضر في المانيا، وبدعم من الصهاينة كان ولا يزال يسعى الى ضرب العلاقات الايرانية - الألمانية".