وجه الاصلاحيون في ايران تحذيراً للمحافظين من مغبة المساس بالخطوط الحمر، واستنفروا قواهم السياسية لمهاجمة الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني بعدما انتقدهم في خطبة صلاة الجمعة في طهران، واعتبرت "جبهة المشاركة" القريبة من خاتمي ان رفسنجاني يحاول "الانتقام". وحمل "الحرس الثوري" على "تدخلات الولاياتالمتحدة في الشؤون الداخلية الايرانية"، في اشارة الى المواقف الأخيرة لوزيرة الخارجية مادلين اولبرايت التي رأى فيها "الحرس الثوري" دليلاً على تحول بعض الصحف الاصلاحية الى "قواعد اميركية". وتحرك القضاء على خطين، اذ أمر باعتقال بعض المشاركين في مؤتمر برلين الذي عقد تحت عنوان "ايران ما بعد الانتخابات" بينما خفف احكاماً بالاعدام بحق أربعة طلاب شاركوا في أحداث تموز يوليو 1999 واستبدلها بالسجن 15 سنة، وهو اجراء يراد منه تهدئة الساحة الجامعية التي تعيش حالاً من الاحتقان بعد التوقيف الموقت ل16 صحيفة اصلاحية، في حين حاول الجهاز القضائي الإيحاء بعدم استهدافه تياراً بعينه، اذ أقدم على توقيف اسبوعية "جبهة" المحافظة أول من أمس. وانتقد أقطاب التيار الاصلاحي الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني على خلفية انتقاداته الشديدة للتيار الاصلاحي. ودعا علي أكبر محتشمي مستشار الرئيس خاتمي الى محاكمة رفسنجاني للاجابة على ما وصفه ب "التهم والافتراءات الكبيرة" التي وجهها للاصلاحيين. ورأى حزب "جبهة المشاركة" القريب من خاتمي انه كان يجدر بالذين امتعضوا من الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ان لا يصبحوا عصبيين. وقال محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الايراني ان مواقف رفسنجاني تهدف الى الانتقام. وفيما لوح الاصلاحيون بأن "للصبر حدوداً"، حذرت مصادرهم من المساس ب"الخطوط الحمر" الخاصة بالتيار الاصلاحي ومن أبرزها الرئيس محمد خاتمي، ومجلس الشورى البرلمان الجديد، وصرحت ل"الحياة" بأن استراتيجية "الهدوء" الحالية ستتغير في حال المساس بهذه الثوابت من جانب المحافظين، "لأن الرد حينها سيكون قاطعاً وسريعاً من جانب كل قوى التيار الاصلاحي مهما كانت النتائج" واضافت هذه المصادر ان أكثر من سبعين في المئة من القوات المسلحة الجيش والحرس الثوري اقترعت لصالح الرئيس محمد خاتمي في انتخابات الرئاسة سنة 1997، واذا ما تطورت الاحداث الحالية الى مواجهة، فإن القوات المسلحة وعلى رأسها معظم الضباط ستكون الى جانب الرئيس خاتمي. لكن المصادر كانت واثقة من ان الأزمة الحالية ستنتهي مع انطلاقة أعمال البرلمان الجديد ذي الغالبية الاصلاحية في 27 الشهر الجاري. وأعلن الناطق باسم الائتلاف الاصلاحي بهزاد نبوي ان الكل ينتظر التصديق على نتائج العاصمة، ورأى ان من المعيب اللعب بأصوات سكان طهران في اشارة الى عدم اعلان مجلس صيانة الدستور موافقته النهائية على نتائج طهران. من جهة اخرى، حذر رئيس مجلس الشورى علي أكبر ناطق نوري من وجود "أيادي خفية وعلنية في الداخل تسعى الى زعزعة ثقة الشعب بعلماء الدين من خلال كلماتها وكتاباتها"، وأضاف: "ان أياً من كبار المسؤولين لا يعارض الحرية"... ورأى ان المشاركين في مؤتمر برلين اساؤوا للاسلام والنظام الاسلامي. وفي كلمة أمام الجلسة العلنية للبرلمان حذر ناطق نوري من "مؤامرات يحيكها اعداء الثورة والنظام الاسلامي". إلا ان الحرس الثوري كان اكثر وضوحاً، اذ هاجم الادارة الاميركية ووصف مواقف اولبرايت في شأن الصحافة الايرانية بأنها "تدخل في الشؤون الداخلية" الايرانية، ورأى فيها "ما يؤكد بوضوح أن بعض الصحف تحولت الى قاعدة للولايات المتحدة". أما المحكمة الثورية فاستدعت عدداً من الشخصيات الاصلاحية التي شاركت في مؤتمر برلين للمثول أمامها ومن بينهم جميلة كديور زوجة وزير الثقافة والارشاد عطاء الله مهاجراني، وحامد رضا جلاليبور رئيس صحيفة وعلى أفشري طالب وعزت الله سحابي عضو في حركة تحرير ايران الليبرالية. وألقي القبض على افشري الذي يرأس تنظيما طالبياً اثناء مثوله امام المحكمة.