هل يصبح حصول الإنسان على أعضاء جديدة سهلاً سهولة اقتناء قطع غيار المحركات أو السيارات؟ هذا على الأقل ما يعد به اكتشاف طبي قامت به باحثة سعودية، تقول إنه يؤكد اعجاز القرآن، وانها عانت من تعتيم الأوساط العلمية عليه، قبل أن يصبح اليوم حقيقة واقعة تتنافس الشركات الدولية على شراء حقوق استخدامه. الدكتورة الهام أبو الجدايل 41 عاماً درست في روضة المعارف الثانوية في دار الحنان في جدة، حيث مسقط رأسها، قبل أن تكمل دراستها في جامعة "كينغز كوليج" الشهيرة في لندن. بعد عودتها إلى بلادها لمزاولة الأبحاث في مجال علم المناعة، قادتها الصدفة إلى اكتشافها العلمي الذي سيغير القوانين التي حكمت عالم الطب حتى اليوم ومعها مهنة الطب إلى الأبد. وقالت أبو الجدايل ل"الحياة": "إن أهمية الاختراع أنه يعالج الأمراض المستعصية مثل سرطان الدم اللوكيميا وسرطان الانفوما الذي يصيب الغدد اللمفاوية، والأمراض الخبيثة وأمراض الدم الحمراء ومنها أمراض الخلايا المنجمية مثل مرض التلاسيميا والسلاسيميا. كما أنه يسمح بمعالجة أمراض السكر وأمراض الأعصاب مثل الخرف المبكر أو الزهايمر أو الارتعاش الباركنسون، وأمراض الروماتيزم والعمى والبكم وغيرها من الأمراض". سبب استعصاء الأمراض ان هناك خلايا تالفة في الجسد يستحيل استبدالها. وتقول أبو الجدايل إن هذه الخلايا "مثل النبتة"، و"الاختراع الذي قمت سمح بتصنيع أنسجة جديدة، مما يجعل الخلايا تتجدد والأمر هنا يشبه استبدال قطع غيار بأخرى جديدة". الاختراع عمره عشر سنوات، لكن، لِمَ تأخر التعريف به في المجلات العلمية حتى الآن؟ تجيب باستكانة: "لم ينشروا لي أبحاثي في النشرات الطبية المتخصصة. لا أدري. أظنهم عنصريون". منذ عام ونصف عام أسست أبو الجدايل مع زوجها غازي دووت، وهو بريطاني مسلم من أصل هندي، شركة "ترايستم" ومركزها دبلن، بهدف استغلال اختراعها هذا، ويرأس زوجها الشركة ويتولى الشؤون المالية والإدارية، في حين تعمل معها مجموعة من الخبراء الشباب في مجال البحث العلمي. أساس الاختراع كان العثور على وسيلة لتحويل الخلايا البالغة المتخصصة إلى خلية غير متخصصة يمكن حفزها بعد ذلك لأداء أي وظيفة تُطلب منها. والاكتشاف حدث بطريق المصادفة. تقول الطبيبة السعودية: "كنت أعمل في بحث يقتضي قتل الخلايا البيضاء، فلاحظت ان هذه الخلايا استطاعت، لدى نسياني إضافة مادة معينة إلى المحلول، تجديد شبابها والعودة لتكون خلايا غير متخصصة تُسمى خلايا جذعية أو غير مخلقة، كما ورد في سورة الحج في توصيف الخلايا المخلقة: "من مضغة مخلقة أو غير مخلقة". تضيف: "هذا الاكتشاف ورد أيضاً في القرآن الكريم في سورة ياسين: "ومن نعمرّه ننكسه في الخلق". وهذا يسمى التميز الارتجاعي أو بعبارة أخرى عندما ترغب خلية جذعية في التخصص تنتقل إلى مرحلة اسمها التميز. وما اكتشفته هو أن الخلية المتخصصة، كالخلايا البيضاء على سبيل المثال، إذا استمرت في الحياة يمكنها أن تتميز في شكل ارتجاعي وتعود من جديد خلية جذعية ويمكن أن تنتقل إلى ممارسة دور مختلف في الجسد". هذه التقنية تتيح لمستخدمها أن يستفيد من أدوار الخلية في وظائف طبية لم تكن متاحة للبشرية من قبل. تشرح قائلة: "يمكن استخدام هذه الخلايا الجذعية في تكوين أنسجة وأعضاء، وفي الإمكان الحصول على الأنسجة التي تحتاجها معالجة المريض واصلاح الأعضاء التالفة أو تغييرها أو توليد عضو مبتور مجدداً". التقنية أيضاً سهلة وأرخص من كل ما هو متاح في عالم الطب اليوم، اذ ان توليد الخلايا الجذعية، كما تقول ابو الجدايل، "يحتاج الى زرع النخاع العظمي وهذا يكلف 250 ألف دولار، بينما طريقتي أرخص وتراوح بين 20 ألفاً و25 ألف دولار". أول تجربة للتقنية الجديدة في شفاء مرضى سرطان الدم ستتم قريباً: "سنبدأ العلاج بالتعاون مع شركة اميركية كبيرة اسمها كوفانس، متخصصة في الابحاث المرتبطة بالأمراض المستعصية، عبر فرعها في اسكوتلندا. وستكون البداية بخمسة اشخاص سنعالجهم. وحالياً أدرس عرضاً لهذا الغرض من كوفانس ومن شركة اخرى كبيرة في اسكوتلندا، واذا اتفقنا سيبرم زوجي العقد مع احداهما لأنه رئيس مجلس الادارة". شركة "ترايستم" فيها شركاء سعوديون مؤسسون. تقول الدكتورة أبو الجدايل: "نحتاج الى مستثمرين اضافيين من أجل ان تكبر استخدامات التقنية وتنفع العالم كله والعرب والمسلمين". وهل تتوقعين منحك جائزة نوبل بعدما أقرت الأوساط العلمية بأهمية اختراعك؟ تجيب: "هذا فتح طبي ولكن كل ما أطلبه هو ان أنال الثواب من رب العالمين".