نشرت صحف صادرة في بلغراد امس، تصريحاً للناطقة باسم محكمة جرائم الحرب فلورانس ارتمان، دعت فيه السلطات اليوغوسلافية الى اعتقال سلوبودان ميلوشيفيتش وتسليمه الى مقر المحكمة في لاهاي "بدل عقد الاجتماعات معه في وقت هو مطلوب دولياً بجرائم ارتكبها ضد الإنسانية". وأوضحت أن المدعية العامة للمحكمة كارلا ديل بونتي ستزور بلغراد قريباً لتؤكد ان ميلوشيفيتش "يجب أن يحاكم في لاهاي، وليس في يوغوسلافيا أو أي مكان آخر". وعلى صعيد ردود الفعل المحلية في شأن لقاء الرئيس فويسلاف كوشتونيتسا مع ميلوشيفيتش، أفاد قطب الحركة الديموقراطية الصربية زعيم الحزب الديموقراطي زوران جينجيتش المكلف بتشكيل حكومة جديدة في صربيا، أنه "لم تكن هناك أي دواع لعقد هذا الاجتماع، بعدما دمر ميلوشيفيتش البلاد كلها". وقال ان الاجتماع "يدخل في إطار المحاولات الرامية الى وضع العراقيل أمام تشكيل الحكومة الصربية الجديدة". وانضم عضو الحركة جاركو كوراتش رئيس الاتحاد الديموقراطي الاجتماعي الى جينجيتش، مؤكداً أن مكان ميلوشيفيتش "هو السجن فقط، بعدما غدا شخصاً لا يستحق أية اهمية". ووصف الاجتماع الذي عقده الرئيس كوشتونيتسا مع ميلوشيفيتش أنه "أثار مشكلات لجهة التضامن الداخلي في البلاد وألحق ضرراً بسمعتها خارجياً". ومن جانبه، أعرب كوشتونيتسا في تصريح الى الصحف المحلية، عن استغرابه للمواقف المعارضة التي صدرت عن بعض أطراف "الحركة الديموقراطية الصربية" في شأن لقائه مع ميلوشيفيتش، وقال: "تحدثت معه باعتباره زعيماً لأحد الأحزاب الرئيسية في صربيا، من خلال مسؤولياتي كرئيس للدولة والمواطنين جميعاً". وأضاف أنه ينبغي ان يستمع الى جميع الآراء، وقال: "أمس، تحدثت مع ميلوشيفيتش وغداً سألتقي رئيس الجبل الأسود الداعي الى الانفصال ميلو جاكونوفيتش".