يصادف اليوم 24 آذار مارس ذكرى عام على بدء الضربات الجوية التي شنها حلف شمال الاطلسي على مدى 77 يوماً على يوغوسلافيا. وفي المناسبة يواصل الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش محاولته تأجيج مشاعر الصرب الوطنية ليستغلها في البقاء على رأس السلطة. واقام متحفاً يضم "مخلفات المعتدين" من بقايا طائرتين اميركيتين تم اسقاطهما اضافة الى صواريخ وقذائف ومواد حربية اخرى. وكانت توقعات سادت بأن حملة الحلف الاطلسي التي دمرت غالبية البنية الاساسية ليوغوسلافيا وقتلت مئات المدنيين، ستؤدي الى اطاحة نظام بلغراد، خصوصاً بعدما اجبرت القوات المسلحة اليوغوسلافية على انسحاب مهين من كوسوفو. لكن ميلوشيفيتش نجح بواسطة وسائل الاعلام التي يسيطر عليها في اقناع الصرب بأنهم انتصروا ويستطيعون اعادة بناء بلادهم من دون الاعتماد على الغرب. ورغم ان اقتصاد البلاد على حافة الانهيار فان المراقبين لا يجدون تذمراً في يوغوسلافيا، كفيلاً باحداث انشقاق ملموس. وافاد ديبلوماسي غربي متمرس في بلغراد ان "حب السلطة المحرك الرئيسي لميلوشيفيتش. وهو لا يواجه مخاطر قوية حالياً وسيقوم باللازم للاحتفاظ بالحكم". ويتهم ميلوشيفيتش واتباعه الغرب بالتآمر لاثارة القلاقل في بلاده. وقال الشهر الماضي في المؤتمر العام ل"الحزب الاشتراكي الصربي" الذي يتزعمه: "في الواقع لا توجد معارضة في صربيا، لدينا فقط مجموعة من المرتشين ضعاف النفوس والمبتزين واللصوص الذين يدعون انه لا يمكن التغلب على الصعاب الا بالركوع امام القوة التي استعبدت العالم بأسره". وفيما كان البعض يعتقد ان اجراء السلطات الصربية باغلاق وسائل الاعلام المعارضة الشهرالجاري، قد يشعل فتيل اضطرابات شعبية فان البعض الآخر يرى ان فشل تظاهرات معارضة نهاية العام الماضي في اسقاط ميلوشيفيتش، يعكس مدى اللامبالاة وخيبة امل الجمهور في زعماء المعارضة المتناحرين. وبمناسبة مرور عام على بدء الغارات الاطلسية على يوغوسلافيا، نقل تلفزيون بلغراد امس عن وزير الدفاع اليوغوسلافي دراغوليوب اويوانيتش، وصفه لما جرى بأنه كان "حرباً شعبية صربية للحفاظ على الديار". وقال: "كان العدوان مبيتاً، وخطط له على مدى سنوات طويلة بهدف تنفيذ الهيمنة الاميركية على منطقة البلقان". وفي الوقت نفسه، بدا ان "السحر اخذ ينقلب على الساحر" وراح الاطلسي يتعرض لانتقادات. وقال خبير في الاممالمتحدة ان الحلف اعترف باستخدام قذائف من اليورانيوم المستنفد في كوسوفو ما عرض المدنيين وقوات الحلف وعمال الاغاثة لمخاطر صحية. واوضح بيكا هافيستو رئيس فريق حماية البيئة في البلقان التابع للامم المتحدة الذي يحقق في استخدام هذه الذخيرة خلال الحرب، ان الاطلسي لا يزال يحجب معلومات هامة حول كيفية واماكن استخدام اسلحة اليورانيوم المستنفد التي من الممكن ان تلوث الارض وموارد المياه بالاشعة والمواد السامة. ويستخدم اليورانيوم المستنفد في صنع اغلفة القذائف الخارقة للدروع.