زار نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام، يرافقه قائد القوات السورية العاملة في لبنان اللواء ابراهيم صافي ورئيس جهاز الأمن والاستطلاع فيها اللواء الركن غازي كنعان بعد ظهر أمس، رئيس الجمهورية اميل لحود، في قصر بعبدا. ونقل خدام الى لحود تحيات الرئيس السوري بشار الأسد وتمنياته. وتناول البحث بعد ذلك، الأوضاع الاقليمية الراهنة في ضوء التطورات الأخيرة. وكانت وجهات النظر متطابقة لجهة ضرورة مواجهة التطورات بموقف عربي واحد، في مقابل الطروحات الاسرائيلية الساعية الى الحلول المجتزأة ومناورات التوطين.وأجرى خدام حديثاً طويلاً مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، خلال تقديمه والوفد المرافق التعازي بوفاة الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين. ثم زار الوفد السوري رئيس الحكومة رفيق الحريري. ومناسبة التعزية اول اطلالة لخدام على الوضع اللبناني منذ سنوات. وكان لحود أكد أمام زواره "ان الأوضاع الاقليمية الراهنة التي تتسم بالدقة في ضوء التطورات الأخيرة تحتم ضرورة رص الصفوف الداخلية وعدم التلهي بمواضيع جانبية". وأضاف: "ان التزام الجميع أصول العمل الديموقراطي السليم من شأنه ان يصحح الخلل ويزيل الالتباسات في المواقف، وان الأصول الدستورية والديموقراطية تفرض على كل مسؤول التزامات معينة للتقيد بها، وعندما يحصل خروج على هذه الالتزامات يكون من واجب السلطات المسؤولة وخصوصاً رئيس الجمهورية التذكير بالعودة الى الأصول توخياً للممارسة الصحيحة والحؤول دون ان تصبح الاعتبارات الشخصية مقياساً للعمل السياسي العام". وسجلت أمس سلسلة ملاحظات على الأجواء المشحونة التي سادت عقب مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط من رئيس الجمهورية، والردود عليه، وعقب السجالات في شأن عودة العماد ميشال عون واطلاق الدكتور سمير جعجع من السجن. فاعتبر الرئيس السابق أمين الجميل "ان لبنان لم يعد يحتمل أي نوع من القصف الكلامي وغير الكلامي، وهو بالتالي يحتاج الى كل قياداته، ونتمنى ان تعود كل الأمور الى مجراها الطبيعي واذا تفهمنا هذا الأمر نكون خدمنا وطننا". وكان الجميل يعلق على كلام جنبلاط، بعد لقائه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة في دار المطرانية. وقال عن قضية العماد عون: "المفروض ان يتعاون كل الاشخاص الخيرين الذين يمكنهم المساهمة في انقاذ الوطن، على أرض الوطن لا من اقبية السجون ولا من الغربة، يجب ان نعود جميعاً الى الساحة الوطنية تحت سقف المصلحة الوطنية اللبنانية العليا، ونتعاون كلبنانيين من كل الفئات والطوائف على تحقيق المصلحة الوطنية". وعرض البطريرك الماروني نصرالله صفير مع موفد الوزير سليمان فرنجية السيد جوزف عريجي موضوع العفو عن جعجع. وأكد النائب البطريركي المطران رولان أبو جودة الذي شارك في اللقاء ان صفير "يتعاطى مع موضوع العفو وما سوى ذلك من أمور في اطار الوفاق الوطني والمسيحي وليس من زاوية معينة، لئلا تكون هذه المطالبة والتدخل سبباً لفتنة لا سمح الله". وشدد على ان أبواب بكركي "مفتوحة" لفرنجية "ساعة يريد أن يأتي"، وان زيارة كانت مقررة اليوم لأبناء شهداء مجزرة أهدن التي حصلت عام 1978 ونفذتها قوات كتائبية وقتل خلالها والد فرنجية، طوني "أمر يعود اليهم". وأوضح ان "موضوع العفو عن جعجع قانوني". وقال: "إن رئاسة الجمهورية محسوبة والحمدلله علينا، لكننا نعرف ان رئيس الجمهورية عندما يصبح في سدة الرئاسة يصبح لجميع اللبنانيين وكذلك رئيسا المجلس النيابي والحكومة". ودعا السيد محمد حسين فضل الله في خطبة الجمعة الى "الكف عن أسلوب المهاترات والحرتقات واللعب بأعصاب المواطنين واثارة الحساسيات السياسية والطائفية والمذهبية التي تنتج العصبيات وتشغل البلد عن قضاياه الكبرى". واعتبر ان "للحرية أصولها في الشكل والمضمون والأسلوب بما يحفظ مصلحة البلد". واعتبر حزب الوطنيين الأحرار ان بعض المبادرات يصب في خانة المناورة، ويهدف الى استيعاب المعارضة الوطنية ومحاولة شق صفوفها لضمان استمرار الواقع على ما هو، مؤكداً "ان هذه السياسة لا يمكنها ان تستمر، وحان الوقت ليحزموا أمرهم ويتصدوا للخلل بالرجوع الى المسلمات اللبنانية وفي مقدمها السيادة والاستقلال والقرار الحر".