اقتربت اسعار خام القياس "برنت" من مستوى 26 دولاراً للبرميل امس عندما ارتفع سعر البرميل في عقود شباط فبراير المقبل في بورصة النفط الدولية في لندن 43 سنتاً الى 25.77 دولار من 25.34 دولار اول من امس. وارتفع سعر برميل "سلة اوبك" الى 23.69 دولار. وحذرت واشنطن، على لسان وزير الطاقة بيل ريتشاردسون الذي بدأ مساء امس جولة ستحمله الى بعض عواصم "اوبك"، من "خفوضات متهورة للانتاج". وحسب تقديرات مستقلة في لندن تتجه "اوبك" الى خفض انتاجها، في الاجتماع الوزاري الذي ستعقده في فيينا الاربعاء المقبل، بنسبة خمسة في المئة. لندن، واشنطن - "الحياة"، رويترز - اعلن وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون انه سيزور الشرق الاوسط وسيجتمع مع وزراء نفط في "اوبك" لاقناعهم بعدم اتخاذ قرار خفض حاد في الانتاج عندما تجتمع المنظمة الاسبوع المقبل. ولم يتم بعد الاتفاق على تفاصيل الاجتماعات لكن ريتشاردسون قال "انها ستعقد قبل اجتماع فيينا". وسيُعقد اجتماع "اوبك" قبل ثلاثة ايام فقط من تولي الرئيس الاميركي المنتخب جورج بوش منصبه رسمياً. وابلغ ريتشاردسون الصحافيين في مقر وزارة الطاقة الاميركية انه يُعاد بناء مخزونات النفط العالمية وينبغي عدم احداث خفوضات كبيرة في الانتاج في الوقت الحالي. وقال: "ان رسالتي ستكون... لا تحدثوا خفوضات متهورة ونأمل بأن يكون هناك اعتدال في الخفوضات الانتاجية اثناء اجتماع اوبك". واعلن البيت الابيض لاحقاً ان وزير الطاقة سيبدأ الخميس امس جولة اخيرة في ست من دول منظمة "اوبك" سعياً الى اقناع المنظمة بألا تجري خفوضات حادة في الانتاج. وحين يلتقي وزراء نفط "اوبك" الاربعاء من المتوقع ان يطالب اعضاء بخفوضات في مستويات الانتاج قدرها 1.5 مليون برميل في اليوم. واعلن البيت الابيض في بيان "بالاضافة الى زيارة نظيريه في السعودية والكويت سيلتقي ريتشاردسون مع وزراء النفط في فنزويلا والجزائر وقطر والامارات العربية المتحدة". وقال مسؤول في وزارة الطاقة الاميركية ان الاجتماعات ستُعقد في عطلة نهاية الاسبوع في كل من دول الوزراء الذين سيلتقيهم ما عدا فنزويلا والجزائر. وسيتوقف ريتشاردسون في باريس للقاء ممثلي وكالة الطاقة الدولية لكسب التأييد للموقف الاميركي. وقال المسؤول ان ريتشاردسون سيلتقي خلال وجوده في باريس مع وزير النفط الجزائري لكن مكان اجتماع ريتشاردسون مع وزير النفط الفنزويلي لم يتحدد بعد. وسيعود ريتشاردسون الى الولاياتالمتحدة الاثنين او الثلثاء. الخفض السعودي في شباط وكان مصدر في صناعة النفط قال الاربعاء في لندن ان السعودية ستبلغ عملاءها مطلع الاسبوع المقبل انها ستخفض انتاجها من النفط الخام في شباط فبراير بمعدل 500 الف برميل يوميا اي بما يزيد قليلاً عن خمسة في المئة. وينسجم هذا الخفض مع تحمل السعودية، وهي اكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك، ثلث الحصة التي تعتزم "اوبك" استقطاعها من انتاجها. وستخطر شركة "ارامكو السعودية" الزبائن بخفض الانتاج في الايام القليلة المقبلة بعد انتهاء مهلة تلقي طلبات الامدادات الشهرية من المتعاقدين. في سنغافورة واصلت اسعار النفط ارتفاعها امس الخميس مع ظهور بوادر مؤكدة على ان السعودية ستخفض انتاجها في شباط المقبل. وقال عدد من الزبائن الآسيويين للنفط السعودي ان الرياض ابلغتهم بخفوضات تراوح بين 10 و12 في المئة في شحنات النفط الشهر المقبل مقارنة مع امدادات كانون الثاني الجاري. وهذه هي المرة الاولى منذ آب اغسطس عام 2000 التي لا يحصل فيها عملاء السعودية في آسيا على امداداتهم كاملة كما انها بادرة على ان المملكة ستؤيد خفض الانتاج خلال الاجتماع الوزاري ل"اوبك". في دبي قال مسؤول نفطي ايراني امس ان بلاده ستنتظر حتى تُقرر المنظمة رسمياً خفض انتاجها المتوقع قبل ان تبدأ في خفض صادراتها من النفط. وأضاف: "لا نريد اتخاذ اي قرار خاص بشحناتنا في شباط حتى نتأكد من سياسة اوبك الانتاجية". وإذا خفضت "اوبك" انتاجها بمعدل خمسة في المئة يتعين ان تخفض ايران انتاجها بمقدار 215 الف برميل يومياً الى 3.702 الف برميل يومياً. وقالت مصادر نفطية ان مبيعات ايران من النفط استقرت منذ ايلول سبتمبر الماضي ما بين 2.4 و2.5 مليون برميل يومياً فيما يرجع اساسا الى زيادة انتاج الحقول البحرية.