بغداد - يو بي آي - برزت قضية قذائف اليورانيوم المنضب التي استخدمتها القوات الاميركية ضد المواقع العراقية في الجنوب خلال حرب الخليج الثانية بعد حال القلق التي عمت اوروبا خلال الأيام الماضية بسبب استخدام أسلحة مماثلة في حرب البلقان. وطالبت وزارة الخارجية العراقية امس بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة المسؤولين الاميركيين والبريطانيين بسبب "الجرائم التي ارتكبوها ضد شعب العراق" والمتمثلة باستخدامهم اسلحة تحتوي على مادة اليورانيوم المنضب في الهجمات التي شنوها ضد المواقع العراقية في جنوب البلاد خلال حرب الخليج الثانية عام 1991. واكدت الخارجية العراقية احتفاظ العراق بحقه في المطالبة بتعويض عادل عما لحق به من خسائر واضرار "لحقت بالبيئة والانسان جراء استخدام هذه الاسلحة المحرمة دولياً". وعدّ العراق استخدام هذه الاسلحة بمثابة جرائم حرب ترقى الى مصاف جرائم حرب الابادة الجماعية التي يدينها القانون الدولي. واكد ان استخدام الاسلحة المذكورة ادى الى ظهور حالات مرضية غريبة وزيادة غير طبيعية في امراض سرطان الدم والرئة والجهاز الهضمي والجلد، والى تشوهات خلقية للأجنة وظهور أمراض غريبة لم تكن معروفة سابقاً، فضلاً عن تلويث البيئة مما سيترك آثاراً سلبية في الاجيال المقبلة. ونددت الخارجية العراقية في بيانها بما وصفته باصرار واشنطن ولندن على استخدام هذه الاسلحة على رغم التقارير التي اعدتها لجان دولية متخصصة اكدت صلتها بظهور امراض غريبة وخطيرة. وقدّرت الدكتورة سعاد العزاوي تكاليف اعادة البيئة في العراق الى طبيعتها بحوالى 300 بليون دولار. وكانت الباحثة المذكورة تتحدث في مقابلة عرضتها القناة الفضائية العراقية الليلة قبل الماضية. وتجري في بغداد حالياً الاستعدادات لعقد مؤتمر عراقي عربي لمناقشة الآثار الخطيرة لليورانيوم المنضب السبت بمشاركة حوالى مئة طبيب عربي والف طبيب عراقي في مختلف الاختصاصات.