شهدت مستشفيات الولادة العراقية الحالة الخامسة والعشرين من الولادات المشوهة، خلال النصف الثاني من العام الجاري. ففي مستشفى محافظة ذي قار، جنوبالعراق، تمت ولادة مشوهة لطفل بوجهين، الاسبوع الماضي، وعزا أطباء المستشفى المذكور أسباب التشويه الى اليورانيوم المنضب. وقال مصدر في دائرة صحة المحافظة الجنوبيةالعراقية، ان هذه الولادة ليست الوحيدة في المنطقة، إذ حدثت ولادات أطفال مشوهين، كظهور الرأس ناقصاً، أو اليدين ملتصقتين، أو وجود أصداف سمكية تغطي جسم الوليد. وهذه الولادة الأخيرة للطفل ذي الوجهين، هي الخامسة والعشرون من نوعها، خلال الأشهر الماضية. وتعمل الدوائر الصحية العراقية المعنية على توثيق هذه الحالات، واجراء الكشوفات والتحاليل الضرورية، ورفعها بالتالي الى المنظمات الانسانية الدولية، لتكون هذه المنظمات على بينة من تطور الظاهرة المستشرية في العراق. وتجدر الاشارة الى أن الحالات المرضية والأعراض الغريبة المستفحلة في العراق كالتشوهات الخلقية والسرطانات، تتشابه الى حد التطابق مع الحالات التي ظهرت على الجنود الأميركيين والبريطانيين الذين عادوا الى بلادهم بعد حرب الخليج الثانية وهم يعانون من الأعراض نفسها التي يعانيها العراقيون. الى هذا طالب الدكتور شوقي صبري مرقص الوكيل الأقدم لوزارة الصحة في مصر، المنظمات الرسمية والشعبية والرأي العام، بتسليط الأضواء على مخاطر استخدام اليورانيوم المنضب. وأوضح في مؤتمر صحافي عقده في الجامعة العربية أمس الآثار الخطيرة التي ترتبت على استخدام الولاياتالمتحدة الأميركية وحلفائها لهذا السلاح الخطير، داعياً الى منع استخدامه حرصاً على حياة البشر ومستقبل الانسانية. على الصعيد نفسه، اعلنت كارول بيلاري المديرة التنفيذية لصندوق الأممالمتحدة للطفولة يونيسيف، في مؤتمر صحافي لها، عقدته في بغداد، مؤكدة ان نسبة الوفيات لدى الأطفال العراقيين دون سن الخامسة في وسط العراقوجنوبه، انتقلت الى 131 في الألف في الفترة الممتدة من 1994 إلى 1999، مقارنة بنسبة 56 في الألف عام 1989. وأضافت ان هذا التدهور في أوضاع الأطفال، كان نتيجة العديد من الحقائق من بينها تأثير العقوبات، وظروف الحرب، وانخفاض التخصيصات للاهتمام بصحة الأطفال.