اختطف في الشيشان أمس، مواطن أميركي يعمل في منظمة "أطباء بلا حدود". واستنفرت كتيبة من الوحدات الخاصة الروسية للبحث عنه، فيما اعترف القائد العام لقوات شمال القوقاز غينادي تروشيف بتزايد نشاط المقاومة و"تراخي" القوات الروسية، بينما تحدث احد كبار المسؤولين في الادارة الشيشانية عن تفشي الفساد فيها. وتصدى مقنعون يحملون رشاشات لسيارتين من طراز "جيب" كان في احداهما المواطن الأميركي جوناثان ليتيد من منظمة "ضد الجوع". وفي الثانية، مواطن أميركي آخر هو غلوك كيني من "اطباء بلا حدود" ومع كل منهما عدد من الحراس الشيشانيين. وأطلق المقنعون النيران محاولين محاصرة السيارتين، إلا ان الأولى تمكنت من الافلات، بينما احتجز ركاب الثانية وجرى اقتيادهم الى مكان مجهول. ولوحظ ان العملية جرت عند مدخل مدينة ستاريه اتاغي على طريق يربط مدينتي غروزني وشالي وفيه الكثير من حواجز القوات الروسية. وحمل الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي المواطنين الأميركيين المسؤولية. وقال انهما "انتهكا بفظاظة" القواعد التي تحكم وجود الأجانب في الجمهورية الشيشانية. ومن جانبه، ذكر الجنرال فلاديمير يوكونيكوف نائب ممثل رئيس الدولة في الجنوب، ان الأميركيين عامة كانوا "يتنقلون من دون التشاور معنا أو الحصول على موافقة الحاكم العسكري" أو طلب الحماية منه. ولكن السلطات الروسية وعدت ببذل قصارى الجهود لمعرفة مكان وجود المواطن الأميركي واستنفرت كتيبة من الوحدات الخاصة لتعقب الخاطفين. واعترف الجنرال تروشيف قائد قوات القوقاز بأن رجال المقاومة صعدوا نشاطاتهم. وقال ان من أسباب ذلك "التراخي وضعف اليقظة" لدى القوات الروسية. وطالب ب"السير حتى النهاية المنطقية" بالحرب القوقازية، داعياً الى بذل جهود ديبلوماسية ومخابراتية لقطع كل تفوات الدعم والاسناد عن الشيشانيين. وأصدر ياسترجيمبسكي بياناً اعترف فيه أيضاً بتزايد العمليات ضد "المتعاونين" مع السلطات الروسية وخصوصاً الموظفين في الادارات المحلية، كما ذكر ان عشرة من رجال الدين المناوئين للمقاومة قتلوا خلال الفترة الأخيرة. واعترف موقع "صوت القوقاز" الشيشاني باغتيال اثنين من ائمة المساجد وعدد من مسؤولي الادارات المحلية، وقال انهم "خونة وعملاء للمحتل". ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن قتل شابين في الثامنة عشرة من العمر هما الروسي الكسندر والشيشانية ميلاني في بلدة تشيرفليونايا. وذكر ان الشابين كانا يعتزمان اعلان خطوبتهما إلا ان المتشددين قرروا من "معاقبتهما" علناً. وتواجه السلطة الروسية مصاعب متزايدة بسبب صراعات داخلية في الادارة المدنية التي استقال اثنان من اركانها احتجاجاً على الوضع غير المستقر".