في مؤشر لافت، انتقدت صحيفة "بابل" بشدة وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف، وطريقة ادارته نقاشات شهدت تلاسناً مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عصمت عبدالمجيد اثناء انعقاد المجلس الوزاري للجامعة في القاهرة والذي اختتم أعماله في 4 ايلول سبتمبر الجاري. وصعّدت الصحيفة التي يديرها عدي نجل الرئيس صدام حسين الحملة العراقية على عبدالمجيد مشيرة الى "خبثه الشيطاني"، و"استدراجه" الصحاف الى "شرك نصبه"، لكنها انتقدت ايضاً وزير الخارجية العراقي محملة إياه مسؤولية احراج "من هو في صف العراق"، ونصحته باتباع "الحنكة الانكليزية"! ونشرت "بابل" في صفحتها الأولى امس مقالاً يعتقد ان عدي كتبه، جاء فيه: "في الوقت الذي كانت الاجواء مهيأة تماماً للمزيد من التفاعل والتعاطف مع العراق تمكن عصمت عبدالمجيد بخبثه الشيطاني من سحب البساط وتحويل موضوع ادانته وانحيازه المفضوح، الى نوع من المجادلة والمهاترة الكلامية لاستدراج وزير خارجيتنا الى الشرك الذي نصبه". وأشارت الصحيفة في مقالها المطول الى ان رد وزير الخارجية العراقي على الأمين العام للجامعة "أحرج من هو في صفنا من العرب من الدخول في مهاترات غير محسوبة، الى درجة أنهم قد لا يكونون قادرين على التعبير العلني عن موقفهم الحقيقي". وفي انتقاد للصحاف تساءلت الصحيفة: "أما آن الأوان كي يتصرف بعضهم بحكمة وروية، لا سيما مع موضوع يخص العراق كله". وشددت على ان "استخدام المنطق ومبادلة الحجة بالتي هي أحسن وأبلغ، هما السلاح الأكثر فاعلية لتفويت الفرصة على اعدائنا، من دون ان نكون نحن سبب اضاعة هذه الفرصة". واكدت "بابل" أهمية اتباع "الحنكة الانكليزية" في طريقة الرد "بديبلوماسية تمس الطرف الآخر من دون ان يقبض بين يديه على الجمرة، فيبدو من يحاول رد الكلام عليه كالمعتدي". وهاجمت الصحيفة بعنف عبدالمجيد وتابعت: "تحول أمين عام الجامعة المعروف من هو للمصريين والعرب جميعاً الى شخص يترفع عن بعض المناقشات، ليقول لوزير خارجيتنا: أنا أعلمك وأعلم عشرة زيك". يذكر ان مشادة عنيفة وقعت بين الصحاف وعبدالمجيد خلال اجتماع مجلس الجامعة، اذ اتهم الوزير العراقي الأمين العام بالانحياز الكامل الى الكويت والصمت إزاء الغارات الاميركية - البريطانية على العراق. وأبلغ مصدر "الحياة" ان الصحاف قال لعبدالمجيد "انك تتقيأ سماً"، فدعاه الأمين العام الى تعلم "كيف يتحدث مع الكبار". وكانت "بابل" انتقدت هجوماً شنه أواخر العام الماضي نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز على الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، كما انتقدت "ثقته المطلقة" بالمواقف الروسية والفرنسية والصينية.