مع الجيل الجديد من سيليكا، لم توفر تويوتا سيارة بشخصية مستقلة وحسب، بل وقدمت سيارةً تملك الأساس المتين لإكمال مسيرة النجاح الكبيرة التي سجلتها الأجيال السابقة من هذا الطراز، خصوصاً أنها تتوافر بفئة مزودة محركاً مشحوناً بجهاز تيربو مع نظام اندفاع رباعي مستمر. إلا أن هذه الفئة غير معدة للتصدير الى أسواق الشرق الأوسط في الوقت الحاضر! يوم قدمت تويوتا سيارتها سيليكا، لم تكن تتوقع منها أن تسجل ما حققته من نجاحات متتالية. ومع مرور الأيام، تحولت هذه السيارة من مجرد كوبيه عادية إلى سيارة رياضية متفوقة إلى درجة أدت بشركتها إلى قرار إقحامها عالم الراليات، فسجلت انتصارات وبطولات عدة. ثم نالت شهرة كبيرة كسيارة سباق يمكن الركون إليها، فاعتمدها أكثر من سائق راليات عربي في بطولة الشرق الأوسط، من مثل الإماراتي محمد بن سليم الذي حقق بها ألقاباً عدة، وزميله السعودي عبدالله باخشب الذي كانت سيليكا مطيته، وحاز معها بطولة المجموعة "ن". ومع الشهرة التي نالتها، تحولت سيليكا سيارة مطلوبة من السائقين الرياضيين من ذوي الدخل المحدود والراغبين في سيارة تتمتع بشخصية رياضية مميزة، تخفي تأدية متقدمة مقارنةً بمنافساتها، خصوصاً أنها تستوعب أربعة ركاب - عند اللزوم - مع كمية لا بأس بها من الأمتعة. واليوم وبعدما مضى على الطراز الحالي من سيليكا وقت طويل في الخدمة، قررت تويوتا أن تطلق منه الجيل الجديد الذي لا يتوافر الآن في الأسواق الشرق الأوسطية، باستثناء السوق اللبنانية. أما السبب، فعلى ما قال مسؤولو تويوتا، عدم توافر الوقود الخالي من الرصاص في هذه الأسواق. رياضية بشخصية فريدة أول ما قد يتبادر إلى ذهن المرء عند تفكيره بسيارة رياضية، شكلها الخارجي الذي يجب أن يكون مميزاً. وتويوتا سجلت نقطةً لمصلحتها في هذا الحقل، إذ تمكنت مع سيليكا جي تي الجديدة من الخروج بتصميم مميز ذي شخصية مستقلة لا يشبه أياً من السيارات المنافسة، خصوصاً أنه ابتعد عن الزوايا الدائرية التي طاولت التصاميم الجديدة، واعتمد "الصرعة" الجديدة في عالم التصميم، أي الزوايا الحادة والقاسية التي حرمت طراز سيليكا الجديد التمتع بنسبة جر متقدمة تبلغ معه 32،0 ومنعت هيكلها من الإسهام في رفع تأديتها. فالمقدم منحن وإسفيني الشكل، ويضم في جوانبه مصباحين أماميين مثلثين يشكلان امتداداً لغطاء المحرك، وتفصل بينهما فتحة تهوئة رمزية تعلو الصادم الأمامي المدمج الذي احتوى في طرفيه مصباحين دائريين مخصصين للضباب، تتوسطهما فتحة التهوئة الرئيسية التي تم التحكم بمجرى الهواء خلفها لتوفير أفضل تبريد ممكن لمقصورة المحرك ولجهاز المكابح الأمامي. ومن ناحية أخرى، يتميز التصميم الجانبي بخطوطه المنسابة إلى الخلف والتي تضم زوايا حادة، حافظت من خلاها تويوتا على الطابع العام لسيارتها هذه التي تحلت أيضاً بخطوط مرتفعة في المؤخر. وقد زود الأخير عاكس هواء كبيراً مهمته توليد قوة دفع سفلية على المحور الخلفي خلال السرعات العالية للإسهام في زيادة ثبات الجزء الخلفي من السيارة، والذي دعم بتعليق خلفي يعتمد تقنية الشعب المزدوجة في مقابل قوائم ماكفرسون الانضغاطية في الأمام، ويسهم بدوره في رفع نسبة التماسك العام للمؤخر من دون التضحية بعامل الراحة. مقصورة رحبة نسبياً من وراء مقود سيليكا جي تي الجديدة، يمكن السائق أن يختار وضعية الجلوس المناسبة له. فالمسافة المخصصة لرجليه تبلغ 112 سنتم، ويمكن تعديل وضعيتي مقعد السائق والمقود تحريك يدوي فقط ليسهما في تأمين وضعية جلوس جيدة، تدعمها مجالات رؤية متقدمة، يعود الفضل فيها الى المساحات الزجاج الكبيرة التي تحيط بالجهات الأربع للمقصورة. وسائق سيليكا سيجد أمامه تجويفاً لعدادات متكاملة دائرية الشكل وسهلة القراءة. ثم أن وصوله إلى مفاتيح تشغيل أجهزة السيارة، وخصوصاً تلك الموجودة في الكونسول الأوسط أمر سهل جداً. وما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق، الجهود التي بذلها قسم التصميم لإضفاء الطابع الرياضي على المقصورة. وبدا ذلك جلياَ من خلال وضعية مقاعد السيارة الأربعة المخفوضة، والدواسات ومسند الرجل اليسرى، وقد صنعت جميعاً من الألومنيوم المثقوب على غرار سيارات الرالي، ومن خلال المقود الجلد ذي المقابض الثلاثة التي تخفي خلفها كيساً للهواء جي تي مزودة أكياس هواء جانبية أيضاً. وعلى رغم خلوصها المخفوض والبالغ 13 سنتم، تتمتع سيليكا جي تي بمقصورة ركاب رحبة يمكنها استيعاب راكبين براحة تامة مع آخرين في الخلف، إذ يعد الحيز المخصص للجلوس مقبولاً نسبياً. ويعود السبب في رحابة مقصورة الركاب الى قاعدة العجلات التي اعتمدتها تويوتا لسيارتها هذه، والتي يبلغ طولها 260 سنتم أطول ب 6 سنتم من قاعدة سيليكا الحالية. ومن ناحية أخرى، لا يمكن إغفال صندوق الأمتعة الذي يكون عادةً بمثابة صندوق رمزي في سيارات هذه الفئة، والذي يعد حجمه مفاجئاً إذ يبلغ 507 ليترات، يمكنها أن تتضاعف في حال طي ظهري المقعدين الخلفيين اللذين يخفيان مستوعبات بلاستيك مخصصة لوضع الحاجات الصغيرة فلا تنزلق تحت تأثير القيادة الرياضية. محرك حديث يتألف المحرك المتوافر لسيليكا جي تي المستوردة الى الأسواق اللبنانية من أربع أسطوانات متتالية، سعة 8،1 ليتر، وزود عمودي كامة في الرأس يعملان على تشغيل الصمامات ال 16 التي جهزت بنظام يتحكم بتوقيت عملها، تبعاً لمعدل دوران المحرك، الأمر الذي يفترض به أن يكسب محرك سيليكا جي تي مرونةً عالية تبدو من خلال توفيره نحو 70 في المئة من عزم دورانه ابتداء من 2400 دورة في الدقيقة. ثم أن تزويد هذا المحرك إشعالاً إلكترونيا مباشراً، أدى الى رفع القوة التي يولدها الى 140 حصاناً عند 6400 دورة في الدقيقة، في حين يصل عزم دوران الأقصى الى 1،17 م كلغ تتوافر عند مستوى 4200 دورة في الدقيقة. وتنتقل القوة وعزم الدوران الى العجلات الأمامية عبر علبة تروس يدوية من ست نسب أمامية، تم تقصير النسب الأربعة الأولى منها، الأمر الذي حسن التأدية في ظل وزن السيارة البالغ 1130 كلغ. ومع هذه المعطيات، يمكن سيليكا جي تي أن تنطلق من الصفر الى سرعة 100 كلم/س في 6،8 ثانية، وأن تبلغ سرعة 215 كلم/س حداً أقصى. يبقى أخيراً أن نشير الى أن سيليكا جي تي تتوافر أيضاً بعلبة تروس أوتوماتيكية ببرنامجي عمل عادي ورياضي تقوم على أربع نسب أمامية، يمكن أيضاً الحصول عليها إضافياً - مع نظام "سبورت شيفت" الذي يستطيع السائق عبره تبديل نسب علبة التروس الأوتوماتيكية يدوياً وبالتالي حجز النسب تبعاً لإرادته. [email protected]