قال مصدر سوري مطلع ل"الحياة" في دمشق انه يتوقع "تعايش" الرئيس اللبناني اميل لحود مع السيد رفيق الحريري "سنوات طويلة" في حال تكليف الاخير تشكيل حكومة جديدة، مشيراً الى وجود "عقلية جديدة" في التعامل السوري مع لبنان. في غضون ذلك أعلن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص عصر أمس "قرار صرف النظر عن فتح دورة استثنائية لمجلس النواب من أجل تقديم موعد بدء ولاية المجلس المنتخب، نظراً الى ما يكتنف الموضوع من ملابسات دستورية". وجاء القرار بعدما سادت بلبلة في صدد الفكرة الهادفة الى التعجيل في تشكيل الحكومة الجديدة، وصدر بيان صرف النظر بعد ساعات قليلة على اعلان "الوكالة الوطنية للاعلام" الرسمية أن لحود اتفق مع الحص، إثر اتصال هاتفي على اصدار مرسوم بفتح دورة استثنائية للنظر في الاقتراح المتعلق بتقديم موعد بدء ولاية المجلس النيابي، والذي ينص الدستور على ان يكون في 15 تشرين الأول اكتوبر المقبل. وكان الاقتراح الذي تم تداوله في بعض الكواليس، وطرحه الحص علناً ورد عليه الحريري، ربطه الحص بموافقة المجلس النيابي على الفكرة. لكن رئيس المجلس نبيه بري رمى كرة الاقتراح في ملعب لحود والحص، وقال: "اذا صدر مرسوم فتح دورة استثنائية، عندما يصل اليّ أناقش الأمر". وعلمت "الحياة" ان موقف بري جعل الحص يعتبر ان على الحكومة ان تستجيب، فاتفق مع لحود على اصدار المرسوم، ثم أدت مشاورات الى صرف النظر عن الفكرة خصوصاً ان التوجه العام لدى القوى السياسية الفاعلة، هو وجوب الاستفادة من المرحلة الفاصلة مع بدء ولاية البرلمان الجديد من أجل ازالة التناقضات السياسية التي شهدها لبنان وما نجم عنها. ويفضل اصحاب هذا التوجه استبدال التريث باستعجال فتح باب تشكيل الحكومة الجديدة. وكان بري أعلن في مؤتمر صحافي ان الحل للأزمة الاقتصادية الخطيرة هو في "حكومة وفاق وطني"، رافضاً كشف اسم مرشحه لرئاستها. ورأى ان "انقاذ الاقتصاد يتطلب قرارات غير شعبية ولا يفكرن أحد هذه المرة ان رئاسة الحكومة، أو الحكومة المقبلة أو المشاركة في الحكم أو الوصول الى سدة رئاسة المجلس النيابي، وجبة كنافة بالجبن". راجع ص4 وكان المصدر السوري الذي تحدث عن تعايش لحود والحريري مستقبلاً، علّق على نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية معتبراً انها أظهرت "تأييداً شعبياً كبيراً" للحريري. وقال ان "جميع المرشحين للانتخابات، فائزين وخاسرين، هم حلفاء لسورية ومؤيدون لتعزيز العلاقات بين دمشق وبيروت، لذلك فإن سورية لا تفضل أياً منهم على الآخر". ورأى ان نتائج الانتخابات "تخدم مصلحة سورية الاستراتيجية". وأكد وجود "عقلية جديدة في سورية في طريقة التعاطي مع العلاقات السورية - اللبنانية، تقوم على عدم الدخول في التفاصيل، والاهتمام بالشؤون الاستراتيجية بين البلدين، وتعزيز العلاقات وتعميقها لما يخدم مصلحتهما"، لافتاً الى ان الرئيس بشار الأسد "يقف وراء هذه العقلية". وفي شأن احتمال تكليف الحريري تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة أشار المصدر الى "التأييد الشعبي" الذي حصل عليه والى امكان "التعايش بينه وبين الرئيس لحود لسنوات طويلة لا لشهور فقط، على اساس قيامه الحريري بدوره كرئيس للوزراء تحت الخيمة الرئاسية برئاسة الرئيس لحود، وعلى اساس الافادة ايضاً من تجارب السنتين اللتين امضاهما في المعارضة"، بعد قبول لحود اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة وتكليف الحص نهاية 1998. الى ذلك تواصل السجال بين الحريري والحص الذي رد على اعلان الأول ان لوائحه فازت بسبب اداء الحكومة فقال: "لو كان هذا صحيحاً لما نجح ستة وزراء في الانتخابات، وما علاقة اداء الحكومة بعدم فوز السيد تمام سلام"؟