وجه رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أمس الدعوة الى الهيئة العامة للمجلس النيابي من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في جلسة تعقد الحادية عشرة قبل ظهر غد الخميس، بعدما أقر النواب في جلسة أمس تعديل الفقرة الثالثة من المادة الپ49 من الدستور بإزالة شرط انتهاء خدمة موظفي الفئة الاولى قبل سنتين من انتخاب أي منهم للرئاسة، مما يتيح انتخاب قائد الجيش العماد إميل لحود رئيساً للبلاد، بعدما لقي دعماً سورياً كاملاً وتعاطفاً من الرأي العام في لبنان. وهذا التعديل هو الثاني للدستور خلال 3 سنوات اذ ان التمديد لرئيس الجمهورية الياس الهراوي في 1995 اقتضى تعديلاً مماثلاً. راجع صپ2 وأيد التعديل الدستوري 113 نائباً من أصل 128، في ظل غياب 11 نائباً بينهم رئيس الحكومة السابق عمر كرامي وأعضاء كتلة وزير شؤون المهجرين وليد جنبلاط عشرة باستثناء واحد منها. وصدر مرسوم بهذا التعديل الذي يجيز انتخاب موظفي الفئة الاولى من دون تحديد مهلة، لمرة واحدة وبصورة استثنائية، في ملحق خاص في الجريدة الرسمية فور توقيع الهراوي ورئيس الحكومة رفيق الحريري عليه بعد الظهر، استعجالاً لاستكمال الاجراءات القانونية التي اتاحت لبري تحديد موعد سريع للجلسة، غداً. وفيما عارض أربعة نواب صيغة التعديل الدستوري، هم المرشحان بطرس حرب ونسيب لحود ونجاح واكيم وكميل زيادة، انتقد عدد آخر من النواب صيغة التعديل، مثل الرئيسين حسين الحسيني وسليم الحص وغيرهما اما بسبب تفصيله على مقياس شخص واما لعدم ملاءمته مبدأ الاستقرار. وطالب بعضهم بإعادة النظر في الفقرة الثالثة من المادة 49 كلياً. لكن هؤلاء صوتوا الى جانب التعديل تسهيلاً لعملية انتخاب لحود. ويتوقع ان يعلن المرشح النائب حرب اليوم عدم استمراره في الترشيح، خلال مؤتمر صحافي يعقده قبل الظهر. وأكد بري أمام معاونيه والنواب، ان دعمه للعهد الجديد سيكون في اقصاه، وتقديمه كل التسهيلات كي ينجح لأن الرجل آت على قاعدة تفعيل المؤسسات وعملها لأن هذا ما يضمن للجميع حقوقهم وأدوارهم. وعقد الحريري مساء امس اجتماعاً لنحو مئة من المقربين منه اكد خلاله ان "البلاد امام مرحلة سياسية جديدة تستدعي التعاون من اجل تعزيز دولة القانون والمؤسسات". وشدد الحريري على "تعاون لا لبس فيه والى اقصى حدود مع لحود بغية مواجهة اي عراقيل يمكن ان تعترضه فور تسلمه مهامه الدستورية"، واصفاً مجيئه الى رئاسة الجمهورية بأنه "لمصلحة البلد". وعلى ما يبدو، شاء الحريري تأكيد موقفه هذا امام المقربين منه "لقطع الطريق على اي تشويش او اجتهاد في الموقف يمكن ان ينسب اليه او الى هؤلاء المقربين يأتي مخالفاً للحقيقة". وعلمت "الحياة" ان الحريري كرر اشارته الى ان اي حديث عن تشكيل الحكومة، قبل انتخاب الرئيس الجديد ثم استقالة الحالية واجراء رئيس الجمهورية مشاورات لتكليف رئيس الحكومة، ما هو الا محاولة للتشويش. ماذا عن موقف جنبلاط المعارض؟ مصادره اكدت انه باق على موقفه عدم حضور جلسة الانتخاب بعدما سرت تكهنات بإمكان اقناعه بمقاطعة جلسة تعديل الدستور، وحضور جلسة الانتخاب. وعلمت "الحياة" ان جنبلاط سيزور دمشق خلال اليومين المقبلين للقاء كبار المسؤولين السوريين "ويشرح لهم موقفه الذي سبق ان نقله اليهم قبل اكثر من اسبوع بوقوفه ضد انتخاب عسكري، إذ أنه حريص على التأكيد ان اعتراضه يتم تحت سقف علاقته التحالفية مع سورية على رغم خيارها دعم قائد الجيش...".