عشية قمة الألفية، رحب الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان بالتقارب بين الولاياتالمتحدةوايران، واعتبر حضور وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت امس ندوة "حوار الحضارات" في مقر المنظمة الدولية، للاستماع الى الرئيس محمد خاتمي "مؤشراً جيداً جداً" بعد "كسر الجليد" في العلاقة الاميركية - الايرانية. ورداً على سؤال ل"الحياة" اثناء مؤتمر صحافي اعرب انان عن الأمل بخطوات اضافية لدى اجتماع الأطراف المعنية بعملية السلام في نيويورك اليوم، وذلك للبناء على "التقدم" الذي تحقق في قمة كامب ديفيد. وزاد ان هذه القمة "قطعت اشواطاً رئيسية" في المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، محذراً من ضيق الوقت. وتابع ان الأطراف "أقرب ما يكونون اليوم" الى التوصل لاتفاق، لكن "القضايا معقدة جداً" وافتتح انان ندوة "حوار الحضارات" التي تنظمها ال"يونيسكو" بالتعاون مع الاممالمتحدة، وبدعم من ايران صاحبة مشروع ادراج "حوار الحضارات" في المنظمة الدولية. وتحدث في الندوة كل من خاتمي ونظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس الاندونيسي ورؤساء نيجيريا وناميبيا وجورجيا ولاتفيا وموزامبيق. وتعمدت أولبرايت حضور الندوة التي تعتبر نجاحاً لأفكار الرئيس الايراني، وكانت بين عدد محدود من قادة الوفود الذين تجمعوا في القاعة الاندونيسية مع خاتمي قبل التوجه الى قاعدة الندوة. وحضر نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز والرئيس السوداني عمر البشير وعدد كبير من الرؤساء ووزراء الخارجية. واكتسب تعمد اولبرايت حضور الندوة بعداً سياسياً مميزاً خصوصاً أنها غيّرت برامج سفرها كي تتواجد تحت سقف واحد مع الرئيس الايراني. وفي سياق رده على أسئلة "الحياة" خلال مؤتمره الصحافي بعد الندوة قال انان ان "التقارب" بين الولاياتالمتحدةوايران "شيء أود رؤيته"، مشدداً على ضرورة انحسار منطق "العزل" أمام منطق "الحوار". وزاد ان "فرصاً" اخرى ستبرز خلال الأيام القليلة المقبلة أثناء قمة الألفية، كي يستمع زعماء الدول الى بعضهم بعضاً، ويتواجدوا في قاعة واحدة، بينهم الرئيسان الاميركي والايراني. واعتبر ان الخطوات باتجاه تقارب اميركي - ايراني "تتم الى امام، ولا أقول انها قطعت أشواطاً رئيسية، لكنها كسرت الجليد، والأمور تسير في الاتجاه الصحيح". وكان رئيس البرلمان الايراني مهدي كروبي التقى في شكل "عابر" ولأكثر من 20 دقيقة أعضاء في الكونغرس، في متحف "متروبوليتان" الاسبوع الماضي. ولعب انان دوراً في التقارب أثناء زيارته طهران قبل شهرين. وأشار الأمين العام الى "التحول الرئيسي في المنطقة" نتيجة تنفيذ اسرائيل للمرة الأولى قراراً لمجلس الأمن، وقال انه بحث الموضوع مع باراك أثناء لقائهما أول من امس، و"المفاوضات التي ستجرى هنا في نيويورك"، في اشارة الى المسار الفلسطيني. واكد انان ان باراك عبر عن "تصميمه على السلام وأمله بتحقيق تحرك في اللقاءات التي ستعقد هنا". وأشار الى لقائه الرئيس ياسر عرفات ايضاً، لافتاً الى انه اعرب عن عزمه على احراز "تقدم" في عملية السلام. وأضاف انان: "نحتاج صفقة يجدها الطرفان مقبولة"، وحذر من ان الوقت بات قصيراً، مشيراً الى قرب انتهاء ولاية كلينتون والى "الروزنامة السياسية الاسرائيلية"، والقضايا التي يواجهها عرفات. وتحدث عن الطبيعة المعقدة للمسائل المطروحة، منوهاً بوجود "رغبة حقيقية" لدى الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي والرؤساء الأميركي والفرنسي والمصري، في التوصل الى اتفاق، وعرض مساعيه الحميدة للقيام بكل ما في امكانه من أجل "دعم" الجهود المبذولة. ويتوقع ان يجتمع باراك اليوم وغداً مع عدد من القادة المشاركين في قمة الألفية، وبينهم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، كما أكدت المصادر القطرية. وكان مقرراً عقد اجتماع بين الشيخ حمد وأمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الذي عدل عن المجيء الى نيويورك. وبين أبرز اللقاءات التي ستعقد اليوم على هامش القمة اجتماع بين كلينتون وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.