دانت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس وهيئة الدفاع عن محمود ابو هنود، احد قادة الجناح العسكري للحركة، حكم محكمة امن الدولة الفلسطينية بالسجن 12 عاماً على ابو هنود الذي جرح الاسبوع الماضي في اشتباك مع قوة عسكرية اسرائيلية في قرية عصيرة الشمالية قرب نابلس. وقال وزير العدل الفلسطيني فريح ابو مدين ان السلطة الفلسطينية عرضت على ابو هنود اطلاق سراحه شرط ان يتولى حماية نفسه لكنه اختار ان يُحاكم. غزة "الحياة" - أ ف ب، رويترز - دانت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس امس الحكم بسجن احد قادة الجهاز العسكري للحركة محمود ابو هنود، معتبرة قرار السلطة الفلسطينية بحبسه خطأ كبيرا. ورفض الزعيم الروحي ل"حماس" الشيخ احمد ياسين الحكم قائلاً ان ابو هنود يجب الا يبقى في السجن لحظة واحدة. وقال الشيخ ياسين: "حماس ترفض الحكم. نحن نعتقد انه يجب الافراج عنه فوراً لأنه قاوم الاحتلال نيابة عن شعبه والقضية الفلسطينية. ونحث السلطة الفلسطينية على اعادة النظر في القرار واطلاقه فوراً". وقال اسماعيل ابو شنب احد قادة "حماس" امس: "نحن من جانبنا في حركة حماس لا نعترف بهذه المحكمة ونستنكر هذا الحكم وكان الاولى بالسلطة الفلسطينية عدم الوقوع في مثل هذا الخطأ الجسيم". وحكم على ابو هنود الذي تبحث عنه اسرائيل خلال جلسة مغلقة مساء اول من امس الجمعة بتهمة انتمائه الى مجموعة مسلحة وحيازة اسلحة وتشكيل حركة حاولت ان تحل محل السلطة الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات. وقال النائب العام لمحاكم امن الدولة الفلسطينية خالد القدرة: "حكم على محمود ابو هنود بالسجن 12 عاماً لتشكيله خلايا عسكرية وتزويدهم بأسلحة وذخيرة منتهكا المادة 141 من القانون الفلسطيني لعام 1960"، موضحاً ان ابو هنود دين "بتهمتين تخلان بالامن الفلسطيني، الاولى تشكيل مجموعة مسلحة وحيازته اسلحة والثانية تتعلق بتشكيل سلطة اخرى غير السلطة القائمة حالياً". واعتبر ابو شنب "ان ابو هنود اصبح بطلاً وطنياً لكل الشعب الفلسطيني ومحاكمته هي ادانه للقضاة وللحاكمين وليس ادانة له لأن ابو هنود يشكل رمزاً وطنياً لكل الشعب الفلسطيني والتهم الموجهة له هي شرف لكل فلسطيني". وكان ابو هنود الذي تصفه اسرائيل بانه اكثر المطلوبين لديها من النشطاء الفلسطينيين في الضفة الغربية سلم نفسه لمسوءولي الامن الفلسطينيين بعد هربه الى نابلس مصابا بجرح في كتفه خلال مواجهة وقعت في قرية عصيرة الشمالية قرب نابلس في مطلع الاسبوع مع عناصر "وحدة خاصة" من الجيش الاسرائيلي قتل خلالها ثلاثة جنود اسرائيليين وجرح رابع. واستقال ضابط عسكري اسرائيلي رفيع الرتبة بسبب مقتل الجنود الثلاثة برصاص جنود آخرين من الوحدة نفسها. واتهمت اسرائيل ابو هنود بلعب دور رئيسي في عمليتي تفجير في القدس في عام 1997 راح ضحيتهما 21 شخصاً. وقال ابو هنود للمحكمة بعد الحكم عليه: "كل ما فعلته كان جهاداً في سبيل الله وكل ما فعلته كان لخدمة الاسلام وفلسطين". وفي اشارة الي اسرائيل قال القاضي الذي رأس المحاكمة لأبو هنود ان المحكمة لم تكن تريد محاكمته "عن الافعال التي قام بها ضد الجانب الآخر" واستدرك قائلاً ان المحكمة كانت مضطرة لإصدار حكمها لأن ابو هنود "فعل اشياء غير قانونية ضد القانون الفلسطيني والمصالح الفلسطينية". ورفض حسام عرفات المتحدث باسم نحو مئة محام تطوعوا للدفاع عن ابو هنود الحكم الذي اصدرته المحكمة الامنية بعد اقل من ثلاث ساعات من بدء المحاكمة. وقال: "هذه المحاكمة السريعة انتهاك لكل مبادئ القانون... محاكم امن الدولة لا تمنح الحد الادنى من الاجراءات القانونية للمتهم وللدفاع". وزاد "انها المحكمة رضخت لابتزاز اسرائيلي وستواصل لجنة الدفاع عن ابو هنود عملها ونحن نطالب بالغاء الحكم واعادة المحاكمة امام محكمة نزيهة .. محكمة مدنية". واكد ان فريقه القانوني سيستأنف الحكم. وقال عرفات ان محامي ابو هنود تم ابلاغهم ان المحاكمة ستجري قبل بدئها بنصف ساعة فقط وانهم انسحبوا من الجلسة احتجاجاً على ما قال انه الشرعية المعيبة للاجراءات. وقالت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان الجيش ليس لديه تعقيب فوري على قرار المحكمة الفلسطينية وكشفت السلطة الفلسطينية أنها عرضت على قائد "كتائب عزالدين القسام" في الضفة الغربية أبو هنود الافراج عنه من سجونها الا انه رفض العرض. أبو مدين وقال وزير العدل فريح أبو مدين ان النائب العام لمحاكمة أمن الدولة العليا المستشار خالد القدرة قدم عرضاً لأبو هنود "قبل تقديمه للمحاكمة ليل الجمعة - السبت بالإفراج عنه، واختار ان تتم محاكمته على ان يخلى سبيله ويتحمل مسؤولية حماية نفسه بنفسه". واكد أبو مدين في حديث لممثلي وسائل الاعلام في مكتبه في مدينة غزة أمس ان أبو هنود موجود في مكان آمن، بل في منتهى الأمان "ومحافظ عليه بقوة وبكل عزم من قبل السلطة". وقال القدرة في تصريحات للصحافيين في اعقاب المحاكمة أن أبو هنود "قام باستخدام حقه في الدفاع عن نفسه". ولم يسمح لممثلي وسائل الاعلام، باستثناء تلفزيون فلسطين الرسمي، بحضور المحاكمة، التي عقدت في سرية تامة. وعن ظروف محاكمة أبو هنود والانتقادات الموجهة اليها والى محاكم أمن الدولة قال أبو مدين: "نحن نعلم أي ظروف نعيش، وأي اتفاقات نحن موقعون عليها، ولنا قضايا سابقة، وقضية الأخ هاني عابد عندما أخلي سبيله وقد صُفي بطريقة وحشية، لذلك الأمور واضحة وشعبنا الفلسطيني يدركها والاخوة في حماس يدركونها"، وذلك في اشارة الى خشية السلطة الوطنية من ان تصفيه اسرائيل اذا اطلق سراحه.