كشفت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الجنرال المتقاعد، العربي بلخير بدأ الثلثاء الماضي عمله كمدير لديوان الرئيس الجزائري، خلفاً للسيد علي بن فليس الذي كلف رئاسة الحكومة. ولم تعلن رئاسة الجمهورية حتى مساء أمس قرار تعيين بلخير، الذي اتخذه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة قبل سفره الى نيويورك، لكن مصادر الرئاسة أكدت ل"الحياة" ان الرجل الثاني خلال عهد الرئيس الشاذلي بن جديد تولى فعلاً ادارة شؤون الديوان الرئاسي. وتردد أن تعيين بوتفليقة الجنرال المتقاعد أثار قلقاً لدى أوساط صنع القرار في المؤسسة العسكرية، خصوصاً أن التعيين قد يهدف بالدرجة الأولى الى تغييرات في المؤسسات الأمنية. وكان ضباط الجيش رفضوا نهاية العام الماضي تعيين العقيد المتقاعد وزير الداخلية الحالي يزيد زرهوني كاتب دولة للدفاع لدى رئيس الجمهورية. ويذكر أن العربي بلخير كان كلف متابعة الحملة الانتخابية لبوتفليقة، ويعد أبرز الشخصيات التي يستشيرها الأخير في القرارات الحاسمة. وهو تقاعد إثر مقتل الرئيس السابق محمد بوضياف عام 1992، وتزامنت عودته مع ما تردد عن تجاذب بين الرئيس وعدد من صناع القرار في الحكم. واضافة الى الاعتبارات الجهوية التي جعلته يقترح ترشح بوتفليقة للرئاسة دون سواه من رجال الحكم السابقين، كان للجنرال بلخير دور أساسي في وضع حد للكثير من الخلافات التي برزت بين الرئيس وبين المسؤولين في بعض مؤسسات الدولة. ومع تولي بوتفليقة الرئاسة عام 1999 كلف بلخير مهمات لدى بعض الأوساط السياسية في الولاياتالمتحدة وفرنسا، في اطار ما اصطلح على تسميته ب"ديبلوماسية الظل". ويعد بلخير أحد أبرز وجوه السلطة خلال الثمانينات، اذ شغل منصب الأمين العام لرئاسة الجمهورية قبل أن تسند اليه مهمة إدارة ديوان الرئيس الشاذلي بن جديد، قبل أن يعين وزيراً للداخلية والجماعات المحلية عشية تنظيم الانتخابات التشريعية في كانون الأول ديسمبر 1991، والتي فازت فيها الجبهة الاسلامية للانقاذ.