باشر الجنرال المتقاعد العربي بلخير، مساء الاثنين مهماته رسمياً في رئاسة الجمهورية بعد شهرين من العمل بعيداً عن الاضواء. وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية ان بلخير وهو من كبار النافذين في دوائر القرار الجزائري، حضر حفلة تسليم السفيرة الجديدة للولايات المتحدة جانيت سندرسون اوراق اعتمادها للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في مقر الرئاسة بصفته "مدير ديوان الرئيس الجزائري". وبث التلفزيون الرسمي مساء صور مشاركة الجنرال المتقاعد في اول نشاط رسمي له بعد اكثر من ثماني سنوات من التقاعد. والجنرال العربي احد قادة عملية اطاحة الرئيس الشاذلي بن جديد في كانون الثاني يناير 1992 بعد فوز الجبهة الاسلامية للانقاذ بغالبية مقاعد البرلمان. وكان بلخير انسحب من الساحة السياسية وزيراً للداخلية والجماعات المحلية في تموز يوليو 1992 بعد ايام قليلة فقط من مقتل الرئيس الجزائري محمد بوضياف في هجوم مسلح نفّذه احد عناصر الحرس الرئاسي. وعاد اسم الجنرال المتقاعد ليتردد بقوة مع اعلان الرئيس اليمين زروال انسحابه من الحكم في ايلول سبتمبر 1998. وتردد وقتها ان بلخير اقترح على قادة المؤسسة العسكرية تقديم بوتفليقة مرشحاً للرئاسة، وهو اقتراح تم قبوله على رغم تردد بعض الجنرالات مثل اللواء المتقاعد خالد نزار الذي اعترض عليه في الصحف ووصفه ب"الدمية التي تتستر وراء رداء الرئيس بومدين". وفي سياق هذه التطورات، انتقد الرئيس بوتفليقة، الاثنين، بعض ما سماه "مظاهر الانحراف" في ادارة الاملاك العمومية. وصبّ جام غضبه على كل من وزير العمل والحماية الاجتماعية السيد ابو جرة سلطاني ووزير النقل السيد حميد لوناوسي. وذكر وزير من الائتلاف الحكومي شارك في اجتماع مجلس الوزراء ان رئيس الجمهورية عبر لوزيري حركة مجتمع السلم حزب اسلامي والتجمع من اجل الثقافة والديموقراطية حزب قبائلي عن عدم رضاه على سلوكهما. وقال بالحرف الواحد: "هذا آخر انذار أوجهه لكما"، بحسب ما اضاف المصدر نفسه. واذا كانت الانتقادات الموجهة الى وزير النقل تخص اساساً وضع مطار الجزائر، فإن التحذير الشديد ضد وزير العمل يخص اساساً علاقاته المتوترة مع بعض الوزراء مثل جمال ولد عباس وزير التضامن فضلاً عما يُثار حوله من "انحياز" في تسيير وزارته. وقال المصدر نفسه ان الرئيس بوتفليقة وجه سلسلة من الانتقادات لاحزاب الائتلاف الحكومي بسبب "ضعف ادائها وعجزها عن تفعيل البرنامج الرئاسي في الميدان". وكان بوتفليقة كثّف خلال الفترة الاخيرة من "ملاحظاته" على الطاقم الحكومي واداء الاحزاب المؤيدة له، ما ترك الانطباع بأنه قد يعمد قريباً الى "تصحيح الوضع".