أكدت معلومات تلقتها "الحياة" في لندن أمس أن جهوداً تبذل حالياً لاحتواء أزمة مواجهات وقعت في ليبيا وراح ضحيتها عشرات من الافارقة، غالبيتهم من التشاد وبينهم عدد من السودانيين بعد أحداث عنف شهدتها بلدة الزاوية القريبة من العاصمة طرابلس. وقللت ليبيا من شأن الحادث الذي استدعى اتصالات على مستوى وزراء الخارجية معتبرة أن ما حدث "مناوشات فردية بين أفارقة". راجع ص6 وأفادت تقارير في الخرطوم ونجامينا ولندن أن نحو خمسين شخصاً قتلوا في الحادث وأن عشرات لا يزالوا يعالجون من اصابات متفاوتة. ولم يمكن التحقق من دقة العدد الا ان المصادر أكدت أن عدد الضحايا كبير. وأُعلن أن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اتصل هاتفياً مع وزير شؤون الوحدة الافريقية الليبي علي التريكي في شأن الأحداث الدامية. وقال عثمان إن الوزير الليبي أوضح له ان الاجراءات التي تمت لم يكن مقصوداً بها أفراد الجالية السودانية وإنما نتجت عن تعقب السلطات الليبية أفراداً من الجاليات الافريقية ارتكبوا جرائم القتل في المنطقة، وان الحكومة الليبية بصدد محاسبة الأجهزة الأمنية التي ارتكبت تلك الخروقات والتجاوزات بحق بعض السودانيين. ووعد التريكي بأن تعمل الأجهزة الليبية المختصة بالتنسيق مع السفارة السودانية في طرابلس لمعالجة آثار الأحداث. وعلمت "الحياة" أن الاتصالات استمرت أمس بين مسؤولين ليبيين وسودانيين وتشاديين في شأن القضية وأن الاتصالات تمنع تناول الموضوع في أجهزة الاعلام. وعلم أن ديبلوماسيين سودانيين زاروا موقع الحادث ورشح أن عدد القتلى السودانيين لا يتجاوز الخمسة، وأن العدد الاكبر من الضحايا وقع بين التشاديين. ويعتقد أن الحادث بدأ بخلاف محدود في بلدة الزاوية وتحول الى مطاردات وهجمات على المقيمين من الاجانب الافارقة. وفي نجامينا أعربت السلطات عن انزعاجها للحادث الذي تطور الى مطاردات، وشكا مسؤول لم يكشف عن اسمه من "مطاردة سكان في شمال غربي ليبيا منذ يومين مواطنين أفارقة وخصوصا تشاديين وسودانيين". وقال المسؤول لوكالة "فرانس برس" إنه تم "تجميع تشاديين في مخيم على أيدي سكان ضواحي منطقة الزاوية 30 كيلومتراً غرب طرابلس حيث يستحيل على الديبلوماسيين التشاديين في ليبيا الاتصال بهم. وقد فر آخرون". وأوضح هذا المصدر "اننا قلقون من وضع مواطنينا ونحاول اجراء اتصالات مع السلطات الليبية والسفير التشادي في ليبيا لاستيضاح الوضع"، مضيفاً ان رجال الأمن الليبيين تدخلوا وعمدوا إلى اعتقال عدد من سكان الزاوية.