مع بداية الألفية الثالثة التي ستسود فيها مظاهر العصر الرقمي، تميّز معرض "ترميوم" 2000 بنكهة خاصة وبعزم متجدّد على المضي قدماً وبثبات في خدمة قطاع المعلوماتية في لبنان ومنطقة المشرق العربي. فهذه السنة، تعاون ترميوم، المعرض الأول في لبنان، مع جيتكس، المعرض الأول في الشرق الأوسط، لاستضافة الحدث السنوي السابع لتكنولوجيا المعلومات في بيروت. وعبّر المدير العام لمركز دبي التجاري العالمي وديع عطالله عن ثقته بأن دمج المعرضين الكبيرين سيمهّد لجمع الخبرات وتعزيز حضور جيتكس في المنطقة ويثمر حدثاً بارزاً في مجال تكنولوجيا المعلومات. وأمل بأن تنجح العلاقة الجديدة في جذب مزيد من الزوّار من سورية والأردن وكذلك من لبنان. وعبّر رئيس "جمعية محترفي الكومبيوتر" التي تنظّم ترميوم الدكتور سامي نصيري، عن أهمية التعاون مع جيتكس وعن تحوّل ترميوم من معرض محلي إلى معرض ذي صفة عالمية يجتذب مواطنين عرباً من المتضلعين من صناعة تكنولوجيا المعلومات. أما المدير العام لمؤسسة "بروموفير" التي تستقبل ترميوم وليد يارد، فأمل بأن تعزّز الشراكة الجديدة مع جيتكس مكانة ترميوم وأن يكون لها صدى طيب في المناطق المجاورة. وفي حال تكللت مساعي جمعية محترفي الكمبيوتر بالنجاح، ينتظر مشاركة شركات أوروبية وربما أميركية في ترميوم 2001 المقبل. امتدّت فاعليات ترميوم 2000 من 19 إلى 24 أيلول سبتمبر في "بيروت هول"، منطقة سن الفيل. ودارت على مساحة 15000 متر مربع، تتجاوز ضعفي مساحته العام الماضي. ولتسهيل مجيء الزوّار من البلدان العربية المجاورة، خصّصت حافلات كبيرة لنقلهم من سورية، وأجريت اتصالات بجمعيات علمية ومتخصصة أردنية لتسهيل أمور نقل الزوّار من الأردن. هذه السنة، انتشرت الشركات العارضة على المساحة الفسيحة في شكل ينّم عن تنظيم جيّد وذوق فنّي رفيع، واستخدمت البُنى والهياكل الجميلة الكبيرة والواضحة للعيان. ووزعت منصات العرض والأكشاك بطريقة تسمح للشركات المتنافسة بأن تتناظر. فلا يغيب زوّار شركة ما عن أعين منافساتها لترتفع حرارة لعبة المزاحمة "على المكشوف". وقدّم ترميوم تشكيلة واسعة وغنية من منتوجات تكنولوجيا المعلومات وخدماتها، بما فيها أجهزة الكومبيوتر ولواحقها وزوائدها، الإنترنت والخدمات الفورية عبرها، معدات ولوازم ومفروشات للمكاتب، حلول برامجية، خدمات تدريبية وتربوية، نُظم أمنية، فضلاً عن منتوجات قطاع الاتصالات وخدماته، بما فيها "بروتوكول التطبيقات اللاسلكية" WAP عبر الهواتف المحمولة. واحتلت سوق البيع المباشر، هذه السنة أيضاً، مساحة أكبر نظراً إلى أهميتها كشريك أساسي للحدث الرئيسي في تلبية حاجات المستهلكين من مستخدمي الأجهزة والبرامج والخدمات، بأسعار خاصة ومدروسة. صحيحٌ الكلام على "تلبية حاجات المستهلكين..." لأن من شأن المعارض، عادة، لفت انتباه المستخدمين إلى كل جديد وكذلك الإسهام في نشر الوعي بين المستهلكين في ما يتعلّق بتطبيقات التكنولوجيا ووجهات استعمالها. إلاّ أن واقع المعلوماتية في لبنان لا يشير إلى حقيقته مجرّد إقامة المعارض مهما علت درجة فخامتها، ومهما استنبط من طرق ووسائل لتأمين حضور أكبر عدد من الزوّار المحليين والإقليميين... والعالميين. ومن دون أن ننكر على أهل الصناعة الحديثة جهودهم ومساعيهم للارتقاء ولو بقلة منّا إلى مستوى يقرّبنا من مجريات العصر الرقمي، تبقى معارضنا ومنظّموها في واد والواقع في واد آخر. ففي ظلّ غياب دعم الدولة وغياب خطة عملية وواقعية للتوعية ونشر المعلوماتية وتطبيقاتها في قطاعات المجتمع كافة، وخصوصاً بين جيل الناشئة تمهيداً لانخراطه في العصر الحديث، لن يجد أهل تكنولوجيا المعلومات في لبنان سبيلاً إلى البقاء بسوى الهرب إلى الأمام والاستعلاء على الواقع.