أكد رئيس الحكومة المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي ان هناك اتصالات مع الجزائر "بين وقت وآخر"، إلا أن الحدود المشتركة "ما زالت مقفلة والعلاقات الثنائية في برود، اضافة الى وجود لهجة معينة في الصحافة الجزائرية تجاه المغرب وهي لا تحتاج الى مزيد من الايضاح". ورأى ان العلاقات المغربية - التونسية "حققت نقلة نوعية في منهجية العمل بوضع الاتفاقات الموقعة بين الحكومتين تحت مجهر الاختبار". وقال اليوسفي الذي كان يتحدث أمس في مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارة رسمية استمرت ثلاثة أيام، انه نقل دعوة رسمية الى الرئيس زين العابدين بن علي لزيارة المغرب. وأوضح ان الملك محمد السادس هو الذي وجه الدعوة الى بن علي أثناء الزيارة التي قام بها العاهل المغربي الى تونس في أيار مايو الماضي "لكنني جددت الدعوة في شكل ملح وهذا يدل على نوعية العلاقات التونسية - المغربية الجديدة القائمة على التشاور المستمر". وأكد ان لجنة الكفاءات العليا التي يرأسها وزيرا الخارجية محمد بن عيسى وحبيب بن يحيى التي اجتمعت في تونس على هامش مداولات اللجنة العليا المشتركة، عكفت على تشخيص نقاط الضعف في العلاقات الثنائية وتصحيحها. وأضاف: "هذا هو الأسلوب الجديد الذي بات يطبع علاقاتنا. فنحن لم نعد نكتفي بالخطب والعناق ولا نترك الاتفاقات الموقعة تنفذ نفسها بنفسها وانما نضع ما اتفقنا عليه تحت مجهر الاختبار للتعديل والمراجعة". إلا أنه اعترف بأن حجم المبادلات التجارية الثنائية لم يتجاوز 77 مليون دولار في العام الجاري فيما يتطلع البلدان الى رفعه الى مستوى 200 مليون دولار. واعتبر ان منطقة التبادل الحر التي اتفق البلدان على انشائها لدى زيارة الرئيس بن علي المغرب في اذار مارس العام الماضي "ستشكل ركن الزاوية في علاقاتنا الاقتصادية خلال المرحلة المقبلة". ورداً على سؤال في شأن ما تردد على لسان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة من أن قسماً من الاتفاق بين وزيري الداخلية المغربي أحمد الميداوي والجزائري يزيد زرهوني الذي توصلا اليه خلال زيارة الأول للجزائر أخيراً، لم ينفذ لأن المغرب وعد بإرسال مذكرة تفصيلية جواباً على أفكار جزائرية تخص آلية تنشيط العلاقات الثنائية ولم يفعل، قال اليوسفي: "يصعب ان أصحح كلام مسؤول جزائري كبير. لكن ما أقوله وما أعرفه هو أن مهمة زميلي وزير الداخلية المغربي الميداوي حققت أهدافها بالكامل". وعن مدى استعداد المغرب لالغاء تجميد عضويته في اتحاد المغرب العربي التي كان طلبها في العام 1995 على لسان وزير خارجيته آنذاك الدكتور عبداللطيف الفيلالي، قال اليوسفي ل"الحياة": "ان الاتحاد بكامله مجمد منذ ما قبل العام 1995". وشدد على أن غلق الحدود بين الجزائر والمغرب ما زال يشكل عائقاً أساسياً أمام تكريس التكامل الاقليمي. وحض على تشريع خطوات سد الطريق السريعة المغاربية واقامة خط بحري ورحلات منتظمة بين بلدان الاتحاد. وأفاد ان الرئيس بن علي "سيتابع جهوده الدائبة لنرى في يوم قريب إحياء المؤسسات المغاربية.