} تتوالى "الرحلات الانسانية" الى العراق، ويعلن منظموها أن هدفهم "فك الحصار عن بغداد"، ففيما حطت طائرة فرنسية أمس في مطار "صدام"، تتوجه اليوم طائرة روسية تقل خبراء في النفط وأطباء وفريقاً رياضياً وأدوية. تجاهل منظمو أول رحلة مباشرة بين باريسوبغداد، منذ عشر سنوات، اعتراضاً بريطانياً رسمياً، ونفذوا خطتهم، إذ حطت طائرتهم في بغداد أمس وعلى متنها ستون شخصاً. وستنقل احدى طائرات شركة "فنوكو فسكيه" وفداً روسياً يحمل مساعدات انسانية الى العراق اليوم. وحطت الطائرة الفرنسية للمرة الأولى منذ عشر سنوات في مطار صدام الدولي في العاصمة العراقية، بعد ظهر أمس وقال منظمو الرحلة انها تقل حوالى ستين شخصاً بينهم أطباء وعدد من الرياضيين. وكان في استقبال ركاب الطائرة ممثلون من وزارات النقل والصحة والخارجية ومن اللجنة الأولمبية العراقية. وأوضح الأمين العام ل"المكتب الفرنسي لانماء الصناعة والثقافة" فرنسوا جيرار هوبو، منظم هذه الرحلة الانسانية ان هدف الزيارة التي يفترض ان تستغرق ثلاثة أيام هو "فك الحصار المفروض على العراق عبر عمليات انسانية". احتجاج بريطاني وقدمت بريطانيا اعتراضاً رسمياً على الرحلة معتبرة ان منظميها ينتهكون العقوبات المفروضة على العراق. وقال ديبلوماسي بريطاني: "قدمنا اعتراضاً. لا نعتقد أن الرحلة تصنف في نطاق الأغراض الانسانية". وكانت بريطانيا ترد على رسالة من السفير الهولندي بيتر فان فالسوم، رئيس لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن، تطلب من فرنسا وقف الرحلة حتى الساعة الخامسة أمس الجمعة لتتمكن الدول الأعضاء من الرد على رسالته. وأخطرت فرنسا لجنة العقوبات بالرحلة لكنها لم تطلب اذنها. وفي مذكرة "مستعجلة" الى اللجنة المؤلفة من 15 عضواً قال فان فالسوم انه يعتبر ما قدمته فرنسا "طلباً وليس اخطاراً". وارسلت روسيا الأحد الماضي طائرة تحمل مساعدات انسانية و12 خبيراً نفطياً الى بغداد بعدما سعت الى الحصول على موافقة لجنة العقوبات على رغم انها قالت ان هذه الخطوة لم تكن ضرورية لأن الرحلات الجوية للركاب ليست محظورة بمقتضى العقوبات التي تفرضها الأممالمتحدة على العراق منذ 1990. واستخدمت فرنسا الحجة نفسها. وقال ديبلوماسي فرنسي تحدث شرط عدم نشر اسمه "ارسلنا اخطاراً ولم نطلب اذناً لأن الرحلة غير محظورة". وفي موسكو، اعلنت وزارة النقل الروسية انها لن تشارك في مفاوضات بين شركة "ارفلوت" ووفد عراقي تتناول استئناف الرحلات المنتظمة بين موسكووبغداد، فيما أكدت شركة "فنوكوفسكيه" ان احدى طائراتها ستنقل وفداً روسياً ومساعدات انسانية الى العاصمة العراقية اليوم. ويرأس الوفد وزير الطاقة والوقود السابق يوري شانرانيك بوصفه رئيساً للجنة التعاون الدولي والثقافي والعلمي مع العراق، ومن المقرر أن يلتقي نائب رئيس الوزراء طارق عزيز ووزراء النفط والتجارة والاعلام والثقافة. وستنقل الطائرة فريقاً لكرة القدم وفرقاً فنية ونواباً من البرلمان الفيديرالي ورجال اعمال يمثلون شركات كبرى مثل "زيل" لانتاج السيارات وغيرها. ويصل الى موسكو غداً وفد يضم 70 مسؤولاً عراقياً من مديرية الطيران المدني وشركة الخطوط الجوية العراقية. وأوضح نائب وزير النقل الروسي بافل روجكوف ان وزارته لا تنوي المشاركة في مفاوضات الوفد مع شركة "ارفلوت" وأضاف ان الشركة الروسية "لا تنوي في المستقبل القريب" استئناف الرحلات المنتظمة الى بغداد. لكنه أضاف ان مثل هذا التطور "ممكن من حيث المبدأ".