سيدني "الحياة"، أ ف ب - ستتوجه الانظار في منافسات "أم الألعاب" صوب العداءة الاميركية ماريون جونز التي تخوض تحدياً كبيراً يتمثل في احرازها خمس ميداليات ذهبية في انجاز لم يسبقها اليه احد في تاريخ الالعاب الاولمبية. وتشارك جونز في سباقات 100 و200م والتتابع 4 مرات 100م و4 مرات 400م إضافة الى مسابقة الوثب الطويل. واوضحت مدربة المنتخب الاميركي كارن دينيس: "بحكم معرفتي الجيدة بماريون، فأنا واثقة انها تملك الامكانات لتحقيق حلمها ودخول التاريخ من بابه الواسع". واضافت: "اذا قُدّر لها ان تحقق هذا الانجاز فإن اسمها سيدون باحرف من ذهب كأعظم عداءة في التاريخ". وعلى رغم ثقة المدربة بجونز، فان السؤال الذي يفرض نفسه هل يمكن لاي عداء ان يكون في قمة مستواه خصوصاً ان البرنامج سيكون مضغوطاً؟ وتخوض جونز الادوار التمهيدية لسباق 100م اليوم وغداً، ثم تخلد الى الراحة لمدة ثلاثة ايام تبدأ بعدها الدورين الاولين من تصفيات سباق 200م في 27 الجاري إضافة الى تصفيات الوثب الطويل، ثم نصف نهائي ونهائي 200م في اليوم التالي. وتخوض جونز نهائي الوثب الطويل في 29 الجاري في حال نجاحها في التأهل، ثم سباقي التتابع 4 مرات 100م و4 مرات 400م في 30 منه. ويتخوف المقربون من جونز من تكرار ما حصل في بطولة العالم في اشبيلية اسبانيا العام الماضي، عندما اصيبت في ظهرها في منتصف سباق 200م. ويعتبر الخبراء ان تصميم جونز على خوض الوثب الطويل تحديداً هو الذي أدّى الى اصابتها في اشبيلية لأن هذه المسابقة تتطلب الكثير من الضغط على عضلات الظهر. ورأت مدربتها ان التحدي الاكبر امام جونز هو في مسابقة الوثب الطويل واعتبرت ان تقنيتها ليست ممتازة لكنها في حاجة الى "وثبة واحدة جيدة" لاحراز الذهبية. ويريد مواطن جونز مايكل جونسون ان يترك بصمة في الالعاب لأنها الاخيرة له في سباق 400م، وهو فرض نفسه نجماً بلا منازع لدورة اتلانتا قبل اربع سنوات عندما احرز ذهبيتي سباقي 200م و400م محطماً الرقم القياسي في الاول. وتبدو الذهبية في متناوله خصوصاً انه سيركز جهوده على هذا السباق بعد فشله في التأهل لسباق 200م لاصابته خلال التجارب الاميركية في تموز يوليو الماضي. ولا شك ان جونسون سيحاول تحطيم الرقم القياسي العالمي الموجود في حوزته ومقداره 18،43 ثانية، ولما لا ان يصبح اول عداء ينزل تحت حاجز ال43 ثانية. استعراض غرين وكما هي الحال بالنسبة لجونسون فان موريس غرين اسرع عداء في العالم لكونه حامل الرقم القياسي العالمي في سباق 100م حرم من المشاركة في سباق 200م لاصابته ايضاً في التجارب الاميركية. ووعد غرين ان يحول سباق 100م في سيدني الى "استعراض حقيقي لا يُنسى"، قبل ان يركز جهوده على احراز ذهبية التتابع 4 مرات 100م. وسيكون العداء المغربي الشهير هشام الكروج مرشحاً فوق العادة لاحراز ذهبية سباق 1500م ومحو كابوس اتلانتا عندما اصطدم بالعداء الجزائري نورالدين مرسلي وسقط على الارض قبل نهاية السباق ب450 متراً فتبخرت آماله، وبكى قبل ان يتلقى مكالمة هاتفية من العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني الذي قال له حرفياً "ما زلت بطلاً بالنسبة الى الشعب المغربي". وعلى رغم ان الذهبية هي الأهم بالنسبة الى الكروج فقد قال انه سيحاول تحطيم الرقم القياسي في حال كانت الظروف مهيأة لذلك. وتأمل العداءة الاسترالية كاتي فريمان في تعويض خسارتها لسباق 400م في اتلانتا من خلال فوزها امام جمهورها المحلي الذي سيؤازرها بكل قوة... وتبدو في وضع يؤهلها لاحراز الذهبية خصوصاً ان منافستها الاساسية الفرنسية ماري جوزيه بيريك ليست اكيدة من الدفاع عن لقبها. ولن تكتفي فريمان بخوض سباق 400م بل ستتحدى الاميركية ماريون جونز ايضاً في سباق 200م. ويريد العداء الكيني الاصل الدنماركي الجنسية ويلسون كيبكيتير ان يطوق عنقه بالذهبية في سباق 800م، وهو حُرم من المشاركة في اتلانتا لأن كينيا رفضت السماح له بالدفاع عن الوان الدنمارك. ولن تكون مهمته سهلة لأنه يواجه منافسة قوية من الجزائري علي سعيد القرني والسويسري اندريه بوشر. ولن يجد الاثيوبي هايله جبريسيلاسي صعوبة في احراز ذهبية سباق 10 آلاف م، ويبدو الخطر الوحيد عليه من الكيني بول تيرغات. المحطة الاخيرة وستكون محطة سيدني الاخيرة بالنسبة الى كثير من الابطال الاولمبيين السابقين امثال الاوكراني "الطائر" سيرغي بوبكا الذي يأمل بتحقيق نتيجة جيدة على رغم نتائجه المتواضعة في الآونة الاخيرة بعد غياب استمر طويلاً عن الملاعب، والعداء الكندي دونوفان بايلي حامل ذهبية اتلانتا في سباق 100م والذي لم يستعد مستواه بعد خضوعه الى عملية جراحية في وتر اخيل العام الماضي. وتخوض الجامايكية المخضرمة ميرلين اوتي 40 عاماً آخر فرصة لها في احراز اول ذهبية اولمبية في سباق 100م، لكن فرصتها محدودة بوجود جونز. إصابة شعاع على صعيد آخر، اكدّ مصدر موثوق ان البطلة الاولمبية والعالمية السورية غادة شعاع اصيبت في ساقها خلال التمارين وقد لا تتمكن من الدفاع عن لقبها. واضاف المصدر ان شعاع خضعت لفحص بالأشعة ستعرف نتيجته لاحقاً. وهي كانت احرزت ذهبية السباعية في دورة اتلانتا قبل اربع سنوات متفوقه على البيلاروسية ناتاليا سازانوفيتش والبريطانية دينيز لويز. وتقام المسابقة يومي السبت والاحد. المواجهات الساخنة سيشتد التنافس على اللقب الاولمبي بين كيبكيتير حامل الرقمين القياسيين للمسافة في الهواء الطلق وداخل قاعة والجزائري جابر سعيد القرني الذي تألق بشكل ملفت هذا العام وتفوق على كيبكيتير تحديداً في لقاء بروكسل الدولي المرحلة الخامسة من الدوري الذهبي. وقد سيطر كيبكيتير على هذا السباق ونجح في تحطيم الرقم القياسي العالمي الذي صمد فترة طويلة في حوزة العداء البريطاني الشهير سيباستيان كو منذ 1981 بيد انه ليس في مستواه المعهود حالياً. وينتظر ان يكون سباق ال1500م بين ملك المسافات المتوسطة، هشام الكروج، واميرها العداء الكيني نوا نغيني الذي يشق طريقه بثبات في مسافة 1500م وهو سيكون خصماً قوياً للكروج على غرار السباق النهائي لبطولة العالم الاخيرة في اشبيلية والذي اعتبر من "اعظم سباقات 1500م في القرن". وفي الوثب الطويل، ستواجه جونز منافسة من الايطالية فيونا ماي، وستضفي البطلتان الاثارة والتشويق على المسابقة. ولا تملك جونز تقنية عالية، بيد ان سرعتها مكنتها في مرات عدة من تخطي حاجز ال7 امتار، في حين تحاول ماي تعويض خيبتها في الدورات الكبرى بعدما فشلت في دورة اتلانتا بفارق سنتيمتر واحد في احراز اللقب، وبطولة العالم في اشبيلية بعد وثبة مشكوك فيها للاسبانية نيوركا مونتالفو التي احرزت اللقب. بيريك وفي خطوة مفاجئة للجميع، اعلنت العداءة الفرنسية جوزيه ماري بيريك انسحابها من المنافسات لأنها "تعرضت لضغوط كبيرة ، واعتدي عليها في الفندق الذي كانت تقيم فيه من قبل مجهول هاجمها في غرفتها". وكانت بيريك، بطلة برشلونة 1992 في سباق 400م واتلانتا في 200م و400م غادرت الفندق، وبحسب مصادر في مطار سيدني فان بيريك غادرت المدينة باتجاه ملبورن ومنها الى سنغافورة وبعدها لندن. وكان انيك افييرينوس وكيل اعمال بيريك اعلن ان الاخيرة غادرت سيدني بسبب تلقيها تهديدات في الفندق من دون تحديد وجهتها او مشاركتها من عدمها، وكشف ان "تلقيها تهديدات في غرفتها، امر يتعلق بمشكلة جديدة بين المشكلات التي تعرضت لها منذ وصولها الى سيدني، ومنها تهديدات كثيرة سواء خلال تجولها او تدريباتها حتى انها قررت عدم مغادرة غرفتها الا من اجل التمرينات". وعلم ان احد الاشخاص طرق باب غرفة بيريك صباح الاربعاء متذرعاً بمنحها علبة ما، ولما انتبهت بيريك الى انه لا يحمل شيئاً طلبت منه الابتعاد لكنه دفع الباب بقدمه وحاول الدخول الى الغرفة... وبعد ساعات عدة من التفكير قررت بيريك مغادرة سيدني برفقة مدربها معتبرة ان حياتها في خطر". وفي وقت لاحق اعلنت شركة "ريبوك" ان انسحاب بيريك من الألعاب غير مؤكد. بينما اكدت شركة الطيران الاسترالية "كوانتاس" ان العداءة الفرنسية وصلت الى سنغافورة في طريقها الى لندن، ومن دون ان تفصح هل اكملت طريقها الى العاصمة البريطانية.