} أعلن قائد الجيش الثالث والقيادة المركزية الأميركية الجنرال بول ميكولاشيك أن الولاياتالمتحدة لم تزد عدد قواتها أو ترفع حال الاستعداد في منطقة الخليج، في ضوء التصعيد السياسي والإعلامي بين بغداد ودول في المنطقة، معتبراً أن ما يهم العسكريين الأميركيين هو "أي تحركات عسكرية من الجانب الآخر وليس الثرثرة". وأكد استمرار القوات الحليفة في مراقبة ما يحدث في العراق، واحتفاظها ب"مستوى طبيعي من الحذر" ومواصلة طلعات طائراتها فوق شمال العراق وجنوبه. استبعد قائد الجيش الثالث أمس تشبيه الوضع الحالي في المنطقة بما كان عليه صيف 1990 قبل الغزو العراقي للكويت، وقال للصحافيين في العاصمة الكويتية: "الوضع مختلف تماماً عما كانت عليه الأمور في 1990، فصدام حسين تعرض لخسارة هائلة طاولت آلته العسكرية خلال عاصفة الصحراء، وهو يفتقد الآن السيطرة العسكرية على 60 في المئة من أراضيه". واستدرك: "هذا لا يلغي استمرار قدرته على التهديد". ووصف جولته الحالية في منطقة الخليج بأنها "روتينية"، وهي الثانية منذ تعيينه في منصبه في حزيران يونيو الماضي. وقال إنه بحث مع مسؤولين في الكويت بينهم وزير الدفاع الشيخ سالم الصباح ورئيس أركان الجيش وقائد القوات البرية في مسائل تتعلق بالتعاون العسكري والتنسيق، وسيتفقد قوات أميركية تشارك في تدريبات في صحراء شمال الكويت. وأشار إلى احتفاظ واشنطن بقوة قتال دائمة في الكويت تضم الآن 4500 عسكري بينهم ثلاثة آلاف من القوات البرية. وبين الوحدات البرية العاملة كتيبة دبابات وكتيبة مشاة آلية ووحدة راجمات صواريخ، وسرب طائرات "أباتشي" وبطاريتان لصواريخ "باتريوت". وتحدث الجنرال ميكولاشيك عن استبدال هذه الوحدات بأخرى تأتي من الولاياتالمتحدة كل أربعة شهور تقريباً، كما أشار إلى وجود معدات للجيش الأميركي في مناطق أخرى في الخليج تكفي لتجهيز لواء مدرع، بالإضافة إلى وحدات من "المارينز" على متن سفن في المنطقة. وامتدح التقدم الذي حققته القوات الكويتية في استيعاب منظومات قتال حديثة مثل دبابات "م-1" وصواريخ "باتريوت" المضادة للطائرات والصواريخ، وقال إن معظم عمليات تحديث الجيش الكويتي أوشك على الانتهاء، وان التدريبات المشتركة مع القوات الحليفة أظهرت ان الكويت باتت لديها "قوة قادرة حسنة التسليح والتدريب". ويأتي التقليل الأميركي من شأن التصعيد العراقي الأخير مخالفاً لموقف المسؤولين الكويتيين الذين اعتبروا الوضع خطيراً. إذ قال وزير الدولة للشؤون الخارجية سليمان ماجد الشاهين في ندوة في جمعية الصحافيين الكويتية ليل الثلثاء إن "الأمور تتراكم وأوصلتنا إلى أجواء تموز يوليو 1990". وزاد ان العراق يواجه مأزقاً تجاه القرار 1284 "الموازي في أهميته للقرار 687" الخاص بالعمل العسكري لتحرير الكويت عام 1990. وأضاف: "العراق يحاول التوصل إلى نهاية القرار 1284 ورفع الحصار من دون الالتزام بمقدماته". وتحدث الشاهين عن احتفاظ بلاده بعلاقات ممتازة مع المعارضة العراقية، لكنه أكد عدم وجود مكاتب لفصائلها، وقال: "لم يطلب أي منها فتح مكتب في الكويت". وتطرق إلى العلاقة مع الجانب الفلسطيني، مشيراً إلى "تحفظات عن فئة قليلة من الفلسطينيين، خصوصاً الرئيس ياسر عرفات بسبب استمرار موقفها من جريمة الغزو العراقي للكويت". ولفت إلى وجود "محاولات لإقناع بعض المتشنجين في القادة الفلسطينية بأن يقولوا إن العدوان العراقي مرفوض، لكن إصرار هذه الفئة على موقفها يشوش الأمور". واستدرك: "التزاماتنا المالية تجاه القضية الفلسطينية مستمرة ولقاءاتنا مع الوجوه الشريفة مستمرة". اعتراف اميركي الى ذلك، اعترف مسؤولون اميركيون بفشل سياسة واشنطن تجاه العراق، واعتبروا ان من الضروري البحث في كيفية احتواء العراق والعمل لتغيير النظام الحالي. جاء ذلك خلال جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي أول من امس لمناقشة السياسة الاميركية تجاه العراق، شارك فيها السناتور جون وورنر عضو اللجنة والسناتور ستروم ثيرموند رئيس اللجنة ومساعد وزير الدفاع للشؤون السياسية وولتر سلوكومب، ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ادوارد ووكر، والسناتور كارل ليفين وقائد القوات الاميركية في منطقة الخليج تومي فرانك. وفيما دعا شيرموند الى "مراجعة السياسة الاميركية تجاه العراق" اعتبر سلوكومب ان "لا بديل أفضل من السياسة الحالية". وأعلن ووكر "موقفاً متطوراً يوحي أن الادارة الاميركية بدأت تحضر نفسها لصعوبة ابقاء الحظر بشكله الحالي المفروض على العراق، والعمل لتغيير نظامه لأنه "يشكل تهديداً لمصالحنا ومصالح حلفائنا".