من جديد يقفز اسم الكاتب المغربي الطاهر بنجلون الى واجهة الأحداث في الساحة الاعلامية الفرنسية. لا يتعلق الأمر بحصوله هذه المرة على جائزة أدبية، ولكن يتعلق بما سمته الصحافة الفرنسية ب"الفضيحة"! انها حكاية تصلح كقصة يكتبها الطاهر بنجلون في المستقبل... بطلتها خادمة مغربية تبلغ من العمر 34 سنة، أتى بها بنجلون الى بيته الباريسي لتعمل خادمة ومربية لأطفاله الأربعة. فجأة تقرر فاطنة ترك البيت بصحبة امرأة لا تعرفها، لتترك الصحافة تتحدث عن معاملة سيئة من آل بنجلون، وعن تناقض في التعامل مع مبدأ المساواة والعنصرية. مؤلف "العنصرية كما شرحتها لابنتي" 1998 يقول إنه كان يدفع للخادمة ألفي درهم ك"مساعدة" شهرية لأنها محتاجة وتنحدر من عائلة معدمة. فاطنة تركت رسالة صغيرة كتبت عليها "بسم الله الرحمن الرحيم... مع السلامة وشكراً جزيلاً، جزيلاً..."، وتركت مع عبارات الشكر باب التأويلات مشرعاً. يقول بنجلون، الذي ولد في فاس سنة 1944 ودرس في طنجة وهاجر الى فرنسا سنة 1971، ان هناك أيادي خفية في الرباط تريد تدميره وتلطيخ سمعته الأدبية عبر استغلال هذه القضية. ويرى أن لكتابه الذي كان يعزم على نشره وهو عن معتقل تازمامارت علاقة بالضجة المختلقة حول الخادمة. مؤلف "أعلى درجات العزلة"، الذي يتناول فيه الحياة الجنسية لمجموعة من المهاجرين المغاربة، لم يكتب في الرواية فحسب، بل أصدر أيضاً ديواناً شعرياً تحت عنوان "جراح داخلية"، وحاز الكثير من الجوائز الشهيرة ومنها جائزة الغونكور سنة 1987. حصل بنجلون على وسام الشرف الفرنسي سنة 1988، وهو عضو في المجلس الأعلى للفرانكوفونية وعيّنه كوفي عنان "سفيراً للنوايا الحسنة". وبانتظار أن تفصح الخادمة المغربية عن سر فرارها من بيت آل بنجلون ستصب الصحافة الفرنسية الزيت على النار...