نحو مليون ونصف مليون لبناني يختارون غداً 65 نائباً عن بيروت والجنوب والبقاع . لحود : الديموقراطية تكتمل بمشاركة المناطق المحررة

} تنطلق صباح غد المرحلة الثانية الأخيرة من الانتخابات النيابية في محافظات بيروت والجنوب والبقاع لاختيار 65 نائباً. وتوالت، عشيته، التحضيرات الأمنية واللوجستية لاستقبال الناخبين في عشرات مراكز الاقتراع، وبلغ عدد الناخبين بحسب لوائح الشطب مليوناً و437377 ناخباً. وتبين أن أكثر من 55 في المئة من ناخبي بيروت حصلوا على البطاقة الانتخابية التي تخولهم الاقتراع، دون غيرها، في حين تدنت النسبة عن 50 في المئة في الجنوب. وشهدت دائرتا زحلة والبقاع الغربي إقبالاً على البطاقة خلافاً لدائرة بعلبك - الهرمل. وقبل 24 ساعة من فتح صناديق الاقتراع توالت مواقف المرشحين وسجل موقف للرئيس إميل لحود ركّز على الانتخابات التي ستجرى للمرة الأولى، منذ زمن، في المناطق المحررة.
قال رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود إن "المرحلة المقبلة من الانتخابات تحمل بعداً وطنياً كبيراً يتمثل بمشاركة المناطق المحررة في العملية الانتخابية للمرة الأولى منذ أكثر من 22 عاماً"، معتبراً أن "هذه المشاركة تمثل اكتمال العملية الديموقراطية في لبنان وستأتي مصونة بضمان الدولة الأمن والنزاهة ومنع أي خلل أو شائبة". وقال إن "أهالي هذه المنطقة الذين كانوا مثال الصمود والمقاومة ورفعوا رأس لبنان والعرب عالياً بتضحياتهم، هم بعد التحرير محط أنظار اللبنانيين جميعاً في تعبيرهم عن رأيهم الحر واختيار ممثليهم داخل المجلس النيابي".
وكان لحود التقى الرئيس السابق أمين الجميل وعرضا الأوضاع العامة والشؤون الراهنة.
وتمهيداً للعملية الانتخابية، انتشرت وحدات من الجيش اللبناني في محافظات بيروت والبقاع والجنوب في إطار الخطة الأمنية المرسومة لضبط الوضع الأمني في هذه المناطق. فيما كثفت الماكينات الانتخابية للمرشحين في المحافظات الثلاث حركتها لجهة عقد اللقاءات الشعبية وتوزيع المناشير والبيانات. ومن المناشير التي وزعت في بيروت أمس واحد موقع باسم "أهل بيروت" حمل عبارة "الكرامة مش بالدولار الكرامة بالاختيار"، في وقت نبهت الماكينة الانتخابية للائحة الكرامة التي يترأسها رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الناخبين في بيروت الى "وجود أسماء مرشحين مدسوسة بين أسماء مرشحي اللائحة بهدف تمريرها على المواطنين وكسب أصواتهم".
وكرر الحريري خلال لقاءاته الانتخابية دعوته أبناء بيروت الى "النزول بكثافة الى صناديق الاقتراع وانتخاب لوائح الكرامة بكاملها من أجل إحداث التغيير المطلوب على الصعيدين السياسي والاقتصادي".
وفي مهرجان انتخابي حاشد اقيم مساء في منطقة كراكاس هو الأخير قبل بدء الانتخابات قال الحريري: "إن لبنان وفي ظل المخاوف الناشئة عن الارتباك المريب في الإدارة السياسية الراهنة، بات يحتاج الى حركة سياسية على امتداد لبنان تعيد الاعتبار للوفاق الوطني وتكون قادرة على حماية النظام الديموقراطي ومواجهة كل المحاولات الجارية للانحراف به عن تاريخ لبنان المعروف بالممارسة الديموقراطية".
ودعا النائب تمام سلام المرشح في الدائرة الثانية لبيروت الأهالي الى "الادلاء بأصواتهم بكثافة، وقول الكلمة الحق في من يمثلهم حتى لا نشكو كما شكونا في السنوات السابقة عند انتخاب من لا نعرفهم". وقال خلال لقاء انتخابي في فندق "كارلتون" في حضور أعضاء لائحة "التوافق الوطني" إن "ابن بيروت لا يتخلى عن الأصالة والعراقة وكل الجذور التي تحمينا في مواجهة كل أخطار المستقبل". فيما دعا البرجاوي مرشح حزب الله الى عدم الأخذ بالإشاعات "التي يطلقها البعض ضد لائحة التوافق الوطني"، مؤكداً "أن الحزب لا يدخل في أي مشروع في سهولة وهو لا يتطلع الى الخلف بل الى المستقبل"، مؤكداً أن "التوافق لا يحصل إلا من خلال الانصهار".
ونظمت مسيرة سيارات لمرشح المؤتمر الشعبي اللبناني في دائرة بيروت الثانية سمير كنيعو ورفعت على السيارات صور رئيس المؤتمر كمال شاتيلا الى جانب صور كنيعو. وأقيم مهرجان خطابي في عائشة بكار دعا خلاله الأخير الى "مواجهة اللوائحة المعلبة".
الى ذلك، أكد النائب حسين يتيم أنه "لم يعتزل العمل السياسي". وهاجم المرشح ناصر قنديل. وتحدث "عن عودة قوى الظلم والظلام والمرجعية والرجعية والإقطاع في الجنوب والبقاع، وكتبة التقارير وعملاء الأجهزة والمخبرين والأشباح".
وعلق مصدر مسؤول في حركة "أمل" على تصاريح يتيم المتتالية قائلاً إنها "تشكل خروجاً عن قرارات الحركة ولم يعد له علاقة بها وبالتالي أن ما يصدر عنه يعتبر شخصياً".
الجنوب
وفي دائرة الجنوب الانتخابية، ذكرت مصادر مقربة من القوى السياسية المعارضة لائتلاف حركة "أمل" و"حزب الله" أن ممثلين عنها التقوا مساء امس وبحثوا في إمكان التوصل الى موقف انتخابي يصب في مصلحة مرشحيهم في وجه منافسيهم يكون بديلاً من تعذر الوصول الى لائحة ائتلافية بسبب التباين السياسي من جهة ورفض البعض الانخراط في لائحة واحدة.
وأكدت المصادر ل"الحياة" أن اللقاء عقد في بلدة جزين على هامش المهرجان الذي أقامه المرشح المنفرد عن المقعد الكاثوليكي النائب نديم سالم، مشيرة الى مشاركة ممثلين عن الحزب الشيوعي ولائحة الخيار الديموقراطي، ومقربين من اللائحة التي يتزعمها رئيس المجلس النيابي السابق كامل الأسعد.
وعلمت "الحياة" أن اتصالات أجريت بين "الشيوعي" ورئيس لائحة الخيار الديموقراطي النائب السابق حبيب صادق سبقت اللقاء الموسع، وأدت الى نجاح الطرفين في استيعاب الوضعين السياسي والانتخابي المترتب على عدم خوضهما الانتخابات في لائحة واحدة. واستناداً الى المعلومات فإن الطرفين سيقترعان من خلال محازبيهما ومؤيديهما للائحة مشتركة أعدت ويمكنهما التعاون بطريقة غير مباشرة مع التيار الذي يمثله الأسعد.
وأعربت المصادر عن اعتقادها أن تعدد اللوائح الائتلافية المنافسة للائحة "أمل" و"الحزب" لن يمنع إمكان التوافق على لائحة تكتمل اقتراعاً بعد تعذر الاتفاق ترشحاً على لائحة واحدة. وأبدت ارتياحها إلى الأجواء الانتخابية التحضيرية،
وأكدت أن هناك قدرة على اختراق اللائحة الأخرى في أكثر من مقعد.
الى ذلك قال، صادق إن "نتائج الانتخابات في الجنوب ستفاجئ الناس وستكون أشبه بالتي ظهرت في الجبل". واستغرب كلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن المال الانتخابي غير اللبناني الذي تتلقاه اللائحة، قائلاً "لعل آخر من يحق له أن يتكلم على المال هو هذا الرجل، صاحب قصر المحرومين في المصيلح". وأضاف في حديث الى "صوت الشعب": "ليس صحيحاً إطلاقاً أن الجنوب ساحة خالية لهذا الطرف السياسي وإن تسلح بكل العدة والعدد وبسلطتي الحكم والمال وبكل ما في الجنوب من إدارات ومصالح وتجليات للدولة، وكأن الجنوب مقتطع له منذ ما بعد الطائف الى يومنا". واعتبر أن "الجنوبي يعلم علم اليقين كيف كان وضع هذا الطرف السياسي قبل أن يتولى السلطة والحكم في البلد، من ظاهر الحال ومن كثرة الأموال غير المنقولة، عقارات وقصوراً وشققاً، من دون أن يطّلع على ما تختزنه البنوك المحلية والخارجية من ثروة غير مشروعة". ودعا صادق نائب الأمين العام للحزب الشيوعي سعد الله مزرعاني الى الانضمام الى اللائحة، معتبراً إياه "عضواً أساسياً فيها، وإلى قيام أوسع جبهة إنقاذية لضم القوى الاعتراضية والديموقراطية التي لها مصلحة في بناء الدولة".
ودعا، في مؤتمر صحافي، الى الاستفادة من تجارب المرحلة الأولى للانتخابات "حين لم تفلح قوى التسلط والمصادرة والتحالفات المفروضة وتدخلات الأجهزة على اختلافها والمال المفترس في إلغاء الصوت الحر وفي مصادرة قرار الناس وتغييب دورهم الوطني".
وعقد رئيس الاتحاد العمالي العام الياس أبو رزق المرشح عن المقعد الأرثوذكسي منفرداً في مرجعيون - حاصبياً مؤتمراً صحافياً اتهم فيه بري "بتسخير الإعلام الرسمي ليكيل التهم جزافاً بينما يمنع عنا نحن وكل الأحرار والديموقراطيين التعبير عن رأي ولو لدقائق محدودة". وقال: "عيب تسخير كل أجهزة الدولة ومواردها وموظفي بعض إدارات الدولة كالمجلس النيابي ومجلس الجنوب لخدمة الشخص... وعيب هذا السباب الرخيص لأطراف المعارضة في الجنوب وهذا التشهير المخالف للواقع وعيب هذا الانتقاد لسياسات ساهم بري شخصياً في وضعها عبر مسؤولياته، وعيب كلامه على نفي التدخل في حين أنه يعرف شخصياً أن التدخل موجود بل إنه عمل على زج كل السلطة في المعركة"، كاشفاً أن بري "أبلغني شخصياً ومباشرة أن علي ألا أترشح في الجنوب لأن السوريين، كما قال حرفياً, يريدون أسعد حردان بأي ثمن وأن السيد حردان هو بالنسبة إليهم خط أحمر لا يسمحون بتجاوزه".
البقاع
ولفت الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني فاروق دحروج، المرشح في دائرة البقاع الغربي، الى "مظاهر انحياز السلطة في تعيين رؤساء الأقلام في الدائرة الانتخابية وانتقائهم من موظفي وزارة السياحة علماً أن المدير العام للوزارة محمد الخطيب شقيق النائب سامي الخطيب مرشح في الدائرة نفسها".