حكمت محكمة أمن الدولة في الاردن أمس بالاعدام شنقاً على ستة اشخاص والسجن المؤبد لإثنين آخرين، وأنزلت أحكاماً بالسجن تراوحت ما بين 7 سنوات ونصف سنة و15 سنة بحق 14 شخصاً آخرين بعدما دانتهم بتهم أبرزها التخطيط لعمليات تفجير في الاردن خلال احتفالات الالفية اواخر العام الماضي. لكن المحكمة التي انعقدت وسط اجراءات أمنية غير مسبوقة، برّأت أفراد المجموعة المؤلفة من 28 شخصاً من تهمة الارتباط بتنظيم غير مشروع هو "القاعدة" التابع لاسامة بن لادن. ورأس هيئة المحكمة القاضي العسكري المقدم طايل الرقاد، وضمت في عضويتها القاضي المدني فؤاد الدرادكة والقاضي العسكري المقدم فواز البقور بحضور ممثل الادعاء العام المقدم محمود عبيدات ووكلاء الدفاع عن المتهمين الذي نفوا جميعاً اتهامات الإدعاء وشكوا من ان اعترافاتهم انتزعت تحت الضغط. وستقدم هيئة الدفاع طلب استئناف أمام محكمة التمييز. ويتطلب تنفيذ حكم الاعدام موافقة الملك في حال ثبّتته محكمة الاستئناف. وطالت أحكام الاعدام اثنين حضورياً هما خضر أبو هوشر الذي يعتبر زعيم المجموعة، ومساعده اسامة حسني كامل سمار، وأربعة غيابياً هم منير المقدح، المسؤول العسكري لحركة "فتح" في لبنان يقيم في مخيم عين الحلوة، قرب صيدا ورائد حسن خليل حجازي وابراهيم ابو حليوة وهما حالياً في افغانستان ومحمد صادق عبدالنور ابراهيم لا يُعرف مكان اقامته. وبرأت المحكمة ستة متهمين من بينهم ياسر أبو غلوس 17 عاماً الذي لم يكمل السن القانونية، وعصام محمد طاهر البرقاوي المعروف باسم "ابو محمد المقدسي" 40 عاماً الذي اتهمه الادعاء بأنه مُنظّر التنظيم. كذلك حكمت المحكمة بالاشغال الشاقة لمدة 15 عاماً على متهم آخر ب"التنظير" للتنظيم هو عمر أبو عمر "أبو قتادة الفلسطيني" المقيم في بريطانيا. وحكمت أيضاً بالسجن 15 عاماً على زين العابدين حسن أبو زبيدة وهو فلسطيني يحمل وثيقة سفر مصرية ويقيم في باكستان وقال الادعاء انه من المساعدين الرئيسيين لابن لادن. وقال مراقبون ان من أبرز المفاجآت في جلسة النطق بالحكم تبرئة المتهمين جميعاً من تهمة الانتساب الى جمعية غير مشروعة هي "القاعدة" التي قال الادعاء ان اسامة بن لادن يتزعمها. واستندت أحكام الاعدام الى تهمة التآمر للقيام باعمال إرهابية تستهدف السياح اليهود والمصالح الاميركية، وحيازة مواد متفجرة واسلحة اوتوماتيكية، وهي التهم التي ثبتت على ثمانية من المتهمين فقط. ورأت المحكمة ان المتهمين خططوا لضرب فنادق سياحية ومنطقة المغطس موقع عمادة السيد المسيح، وجبل نيبو قرب مدينة مادبا، اثناء احتفالات الالفية. وذكرت وكالة "رويترز" ان ممثل الادعاء محمود عبيدات حض المحكمة قبل نطق القاضي المقدم طايل الرقاد بالاحكام، على انزال اقصى عقوبة على المتهمين نظراً الى "خطورة الجرائم" واثرها على اقتصاد البلاد. وبعد صدور الأحكام، هتف سيد حجازي 25 عاماً بعدما خففت المحكمة حكمها عليه من الاعدام الى السجن مدى الحياة. قائلاً: "انتم المجرمون ... الله اكبر". وذكرت صحيفة "يو .اس. توداي" الاميركية أمس ان مسؤولين في المخابرات الاردنية اعطوا الاستخبارات الاميركية أخيراً نسخاً من اسطوانات كمبيوتر تضم دليلاً من ستة اجزاء عن كيفية تدريب المجندين في معسكرات ابن لادن في افغانستان. واضافت ان الدليل يحتوي كذلك على توجيهات للمجندين في شأن كيفية صناعة قنابل مماثلة لتلك التي فجرت السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام سنة 1998. ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الاستخبارات الاميركية ان الدليل عثر عليه لدى واحد من 16 رجلاً يُحاكمون في عمان. وفي إسلام آباد، نفت مصادر مطلعة ل"الحياة" معلومات صحافية عن تعرض اسامة بن لادن لمحاولة اغتيال أخيراً في افغانستان. وأوردت أ ف ب وكالة الأنباء الإيرانية معلومات صحافية عن ان ابن لادن نجا من هجوم بالصواريخ على موكبه الذي كان يمر في مدينة قندهار وسط. ولم تعط الوكالة اي تفاصيل عن تاريخ الهجوم وهوية المهاجمين. ونقلت معلومات صحافية باكستانية عن شهود ان سيارات عدة في الموكب دمرت. واوضحت الصحف ان حركة طالبان الحاكمة في كابول حاولت طمس القضية. ويقيم ابن لادن في افغانستان منذ 1996. وفرضت الأممالمتحدة عقوبات على حركة "طالبان" في 1999 لرفضها تسليمه.