عمان - أ ف ب، أ ب - أكد أحد شهود الاثبات في قضية شبكة أصولية مفترضة متهمة بالتخطيط لاعتداءات على مواقع سياحية في الاردن، ان المتهم الرئيسي في القضية خضر ابو هوشر كلّفه الاتصال بأسامة بن لادن في افغانستان. وبدأت محكمة أمن الدولة في عمان أمس، في الجلسة الثانية للقضية التي بدأت في 20 نيسان ابريل الماضي، الاستماع الى شهود الاثبات. وأوضح الشاهد الأول، رامي حلاوة، وهو طالب في عمان 23 عاماً، في بداية ادلائه بشهادته ان أبو هوشر عرض عليه السفر الى أفغانستان عن طريق إسلام آباد لتلقي "تدريبات عسكرية" وطلب منه الاتصال بشخص اسمه "أبو أيمن" في العاصمة الباكستانية. واضاف انه لدى وصوله الى اسلام اباد في تشرين الاول اكتوبر 1998، عرّفه "أبو أيمن" الى شخص يدعى "أبو يحيى" فمكث في منزله عشرة ايام نصحه بعدها بالعودة الى الاردن وبعدم الذهاب الى افغانستان خصوصاً ان "المسلمين يتقاتلون هناك"، فعاد الى الاردن. وفي ختام شهادته، ذكّر المدعي العام الشاهد بأنه قال في شهادة سابقة ان "أبو هوشر طلب مني ان أتصل بأسامة بن لادن عندما أصل الى افغانستان". فرد عليه الشاهد: "هذا صحيح، وكانت النية ان اتلقى التدريبات العسكرية عند إبن لادن". واضاف انه في 1999، وبعد فترة من عودته الى الاردن، "أخذ ابو هوشر يحدثني عن الجهاد وعن ضرورة ضرب الكفار واليهود والنصارى وقال لي: فندق راديسون ساس في عمان اصحابه يهود وزبائنه يهود، ولو ضرب سيكون ذلك امراً جيداً". وتابع الشاهد: "فهمت من كلام خضر انه يريد ان يستدرجني الى عملية لضرب الفندق فخفت وقطعت علاقتي به". وقاطع أبو هوشهر الشاهد، وصاح من قفص الاتهام: "اتق الله، وقل الحقيقة". واحتج محامو الدفاع بشدة على تذكير المدعي العام الشاهد ب"بعض الوقائع" التي تتضمن اشارة الى إبن لادن. واعتبر بعضهم ان ذلك بمثابة "تلقين" للشاهد. غير أن رئيس المحكمة، المقدم طايل الرقاد، أكد ان من حق المدعي العام تذكير الشاهد بوقائع نسيها. واكد احد محامي الدفاع، حسين المصري، في تصريح الى وكالة "فرانس برس" ان تجاهل الشاهد الإشارة الى إبن لادن في البداية وقوله انه "فهم" من حديث المتهم الرئيسي انه ينوي ضرب فندق راديسون ولم يتيقن بنفسه من ذلك "يلقيان ظلالاً من الشك على شهادته مما يمكن تفسيره لمصلحة المتهم". ومثل أمام المحكمة، شاهدا اثبات آخران اكد الاول انه أجّر سيارته الخاصة للمتهم الرابع رائد موسى عيسى من دون ان يعرف الغرض من ذلك، في حين سُئل الشاهد الثاني الذي عمل في شركة خاصة في عمان مع متهمين آخرين عن سلوكهما. وقبل بداية الجلسة، القى احد المتهمين، عصام البرقاوي كلمة اكد فيها ان التهم التي وجهت الى اعضاء الشبكة المفترضة "هُوّلت وضخمت إرضاء للاميركيين والاسرائيليين وهم الارهابيون الحقيقيون الذين يدمرون شعبنا في لبنان وفلسطين والعراق". ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن البرقاوي قوله للصحافيين: "ماذا يعني ان يُصادروا رجال الشرطة رشاشين ومسدسين من أحد الشباب الذي فكّر في قتال اليهود؟ هل هذا إرهاب"؟ وتخللت الجلسة التي دامت اربع ساعات استراحة لمدة نصف ساعة قررها رئيس المحكمة إثر قيام احد المتهمين بالاذان لصلاة الظهر. وكانت محكمة أمن الدولة رفضت، في بداية الجلسة، اعتراضاً لبعض المحامين طاول اختصاصها بالنظر في القضية. كما سجل بعض المحامين اعتراضهم كون قرار الاتهام لم يوضح ان 13 من بين المتهمين ال15 يحملون الجنسية الاردنية، واكتفى ببيان ان أصولهم من مدن او قرى فلسطينية مما يعني "الصاق الارهاب بالفلسطينيين".