ليما - رويترز، أ ف ب - نزل مئات المواطنين في بيرو الى شوارع العاصمة ليما امس، حاملين لافتات تعبر عن بهجتهم بقرار الرئيس البرتو فيوجيموري الدعوة الى انتخابات جديدة، معلناً عزوفه عن الترشح فيها. واطلق السائقون ابواق سياراتهم في انحاء العاصمة التي شهدت مهرجاناً احتفالياً نظمه خصوم فوجيموري وهو اقدم زعيم منتخب ديموقراطياً في النصف الغربي من الكرة الارضية. وتحولت ساحة بلازا مايور المواجهة للقصر الرئاسي الى بحر من الاعلام الوطنية ذات اللونين الاحمر والابيض حملها المتظاهرون المبتهجون الذين احضر بعضهم طبولاً وآلات موسيقية. وكانت الساحة تحولت اخيراً مسرحاً لتظاهرات اسبوعية احتجاجاً على اعادة انتخاب فوجيموري. وشكل عشرات من جنود الشرطة المزودين بالدروع والخوذات حاجزاً امام القصر الرئاسي حيث كان فوجيموري مجتمعاً مع وزرائه وشقيقته كايكو صوفيا التي تعتبر السيدة الاولى. وكان فوجيموري اعلن مساء اول من امس، استجابته للمطالبة الواسعة باجراء انتخابات جديدة، مؤكداً انه لن يترشح اليها، ما يعني تخليه عن الرئاسة. وقال في خطاب بثته اجهزة التلفزيون والاذاعة: "ان الشخص الذي يخاطبكم الآن لن يترشح الى هذه الانتخابات". واوضح قائلاً: "لا اريد ان اشكل سبباً لخلق مشكلات للبيروفيين. وبعد تفكير عميق، قررت حل اجهزة الاستخبارات والدعوة الى اجراء انتخابات عامة فوراً". وعلى رغم ان المتظاهرين كانوا في مزاج احتفالي، الا ان يافطاتهم عبرت عن السخط الشعبي الذي بلغ ذروته بعد عرض شريط فيديو الخميس الماضي ظهر فيه رئيس جهاز الاستخبارات التابع لفوجيموري وهو يقدم رشوة لعضو معارض في الكونغرس. ووزعت شريط الفيديو "الجبهة المستقلة لتهذيب الاخلاق"، احد اكبر احزاب المعارضة اليمينية. وبعد بث الشريط عبر محطة تلفزيونية محلية، دعا فوجيموري الى اجتماع عاجل للحكومة استمر قرابة الخمس ساعات لم يصدر في ختامه اي اعلان. وشنت المعارضة على الفور حملتها، معتبرة ان الشريط يشكل دليلاً لا يدحض على ان رئيس البلاد تمكن من الحصول على غالبية في الكونغرس عبر اللجوء الى "الفساد والابتزاز".