انتقلت التظاهرات التي شهدها السودان طوال الأسبوع الماضي إلى مدينة كوستي في وسط السودان. وتضاربت المعلومات في شأن ضحايا المواجهة بين المتظاهرين وشرطة الطوارئ أمس، وأكدت مصادر في المدينة وفاة طالب وإصابة آخرين. وأعلن حزب المؤتمر الشعبي ارتفاع عدد المعتقلين من ناشطيه إلى 75 شخصاً، واتهم السلطات بتعذيب ثمانية منهم، فيما هدد الرئيس عمر البشير ب"حسم المخربين وردعهم". وعقد مجلس الوزراء اجتماعاً ناقش نتائج التظاهرات التي شهدتها مدن الفاشر وبورتسودان والأبيض. وقاد الطلاب أمس تظاهرة عنيفة وسط مدينة كوستي على ضفاف النيل الأبيض 300 كيلومتر جنوبالخرطوم انضم إليها مواطنون. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات والطلقات المطاطية لتفريقها، لكن التظاهرة امتدت إلى الأحياء السكنية. ووقعت أعمال عنف أثناء التظاهرة وأصابت رصاصة الطالب محمد سعد نورين فأردته قتيلاً. وأصيب متظاهرون ونقلوا إلى المستشفى. وأفادت معلومات غير مؤكدة أن طالباً ومواطناً آخرين قتلا في المواجهات مع الشرطة. ولم يكن الاتصال بمسؤولين من حكومة ولاية النيل الأبيض للتأكد من صحة هذه المعلومات، لكن مواطنين في كوستي تحدثوا هاتفياً إلى "الحياة" أفادوا ان المعلومات المتداولة في المدينة، تشير إلى وفاة أكثر من شخص، وأكدوا أن التظاهرة امتدت إلى الأحياء السكنية عصر أمس بعد أكثر من ست ساعات من اندلاعها. وأعلن حزب المؤتمر الشعبي، الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي، أن السلطات الأمنية وسعت عمليات اعتقال ناشطيه في الولايات، وان عدد المعتقلين ارتفع إلى 75 شخصاً. واتهم السلطات بتعذيب ثمانية منهم في مدينة نيالا في غرب البلاد. ودان هذا التصرف واعتبره مسيئاً وانتهاكاً لحقوق الإنسان. وقال نائب الأمين العام للحزب الدكتور علي الحاج في مؤتمر صحافي عقده أمس إن السلطات اعتقلت 40 من ناشطيه في الفاشر و22 في بورتسودان و11 في نيالا و2 في الخرطوم، مشيراً إلى أن وفداً من المحامين توجه إلى هذه المدن للدفاع عن المعتقلين. وأضاف ان قوات الشرطة احتلت مقري الحزب في الفاشر ونيالا. وحذر من تمادي السلطات في مصادرة الحريات واستغلال السلطة لتصفية الخصومات السياسية. وأكد ان الحزب يؤيد اتاحة حرية التعبير للمواطنين وتقديم مطالبهم العادلة، لكنه يرفض أعمال التخريب. ورأى ان التظاهرات الاحتجاجية "حققت نجاحاً وأرغمت السلطة على الاستجابة لمطالب المواطنين بتحسين الخدمات ودفع أجور المعلمين والشروع في تغيير بعض ولاة الولايات الذين طالب المواطنون بإقالتهم". وخصص مجلس الوزراء في اجتماعه الدوري أمس حيزاً كبيراً لمناقشة التظاهرات التي اندلعت في مدن غرب البلاد وشرقها. وهدد الرئيس عمر البشير ب"حسم المخربين وردعهم". وقال في ندوة نظمها الحزب الحاكم في مدينة أم درمان مساء أول من أمس إن "كل مخرب سيلقى الجزاء العاجل والعادل، ولن نسمح بالتخريب".