قال وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث ان الفلسطينيين رفضوا في قمة كامب ديفيد اقتراحاً بأن يكون مجلس الأمن مصدر السيادة على الحرم القدسي الشريف بناء على "تاريخ مجلس الأمن ... الذي كان شديد القسوة مع دول عربية وشديد اللين مع اسرائيل". وصرح شعث في حديث الى "الحياة" في نيويورك حيث يعقد مسؤولون اميركيون محادثات وساطة مع فريق فلسطيني وآخر اسرائيلي كل على حدة: "نحن لا نستطيع ان نقدم تنازلات في السيادة على القدس. نقطة". وفي ما يأتي نص الحديث: هل يعود المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون الى نيويورك لاستئناف المفاوضات على أساس تفاهم تم أم سعياً وراء تفاهم؟ - هذه محاولة اميركية لتحقيق ما وعد به الرئيس بيل كلينتون الرئيس ياسر عرفات في لقائهما أثناء وجودهما هنا قبل اسبوع حين تم الاتفاق على ان نعود الى المفاوضات في المنطقة بإشراف ورعاية اميركية ومساهمة عربية وعلى ان تكون المفاوضات حول كل القضايا العالقة وليس فقط قضية القدس وحدها. بمساهمة مَن مِنْ العرب في جولة نيويورك؟ - الآن الجميع ينتظر حتى نحن لم نستطيع ترتيب لقاء واحد ذي قيمة مع الاسرائيليين الاسبوع الماضي. لذلك، الأميركيون دعوا الطرفين الى هنا لكي يتحدثوا الى كل منهما. فالمطروح يمكن ان يؤدي الى لقاء ثلاثي، لكن المطروح الآن هو اجتماعان ثنائيان: اميركي - فلسطيني، واميركي - اسرائيلي. هل يعقد الاجتماع في نيويورك لأنه حدث تحرك في اطار سيادة هيئة دولية على الحرم الشريف تفوّض لاحقاً الى السلطة الفلسطينية؟ - ليس هذا هو الموضوع الوحيد، ولا نريد ان يكون الموضوع الوحيد. بالتأكيد، انه موضوع مهم ومن دونه لا يتم الاتفاق. لكن نحن قلنا لكلينتون انه عندما يتم التركيز فقط على قضية لا نستطيع ان نقدم فيها تنازلات، تحشر كل المفاوضات في اطار الجمود وتضيع فرصة امكانية الاستمرار في قضايا نحن لسنا بعيدين عنها. سمعنا ان هناك اقراراً اميركياً بسيادة فلسطينية على الحرم الشريف على ان تكون عبر سيادة اسلامية - دولية تفوض الى السلطة الفلسطينية. هل هذا صحيح؟ - نحن لا نعرف الجزء الثاني، لكن الجزء الأول هو ما اقترحه الرئيس عرفات، اي ان تكون هناك سيادة اسلامية ممثلة في لجنة القدس تفوض صلاحياتها الكاملة للجانب الفلسطيني. هذا نوافق عليه. اما فكرة اضافة شق الهيئة الدولية، فإننا لم نناقشها بعد. قد تكون أحد الاشياء التي قد يطرحها الاميركيون علينا. انما حتى الآن، لم تطرح علينا. من حيث المبدأ، هل هي مقبولة عندكم؟ - لست مفوضاً بإعطاء أي رأي في هذا الموضوع لأن هذه المواضيع لا تحتمل إلا نقاشاً على مستوى القيادة واتفاقاً قبل اعلان رأينا فيها. ولا استطيع أن أبدي رأيي. مع من تتحدثون بشأن دور لمجلس الأمن؟ - الدور الذي طُرح في كامب ديفيد رفضناه. طُرح ان يكون مجلس الأمن مصدر السيادة، وهذا رفضناه. والرفض مبني على تاريخ مجلس الأمن الذي، في حالات عدة، لم يكن منصفاً وكان شديد القسوة مع دول عربية وشديد اللين مع اسرائيل. لذلك الرئيس عرفات رفض فكرة ان تكون السيادة في يد مجلس الأمن. لماذا تُعقد هذه الجولة من المفاوضات هنا في نيويورك لمدة 48 ساعة فقط؟ - هذا هو المطلب الاميركي لكي يتم التقويم والتقدير الدقيق للموقف من كل القضايا من الطرفين الموجودين في مكان واحد تقريباً. واعتقدوا الاميركيون، على حق في ما يبدو، ان الاسرائيليين سيشرحون الأمور لهم بطريقة مغايرة تماماً للحقيقية. وكل الهجمة الاسرائيلية الاعلامية حول المرونة هي هجمة خرافية لا معنى لها. هم اعادوا الحد الأدنى من المسروقات ولم يقدموا أية تنازلات. لماذا 48 ساعة فقط؟ وأين نحن والى أين نتجه؟ - فترة 48 ساعة هي فقط لتقويم الموقف والاستماع الى الطرفين بصدد تشجيعهما على العودة الى التفاوض في المنطقة حول كل القضايا، فللقدس أولوية في النتيجة، ولكن قد يكون من الضروري ألا نجعلها أولوية كي لا يتم الضغط الا علينا. نحن لا نستطيع ان نقدم تنازلات في السيادة على القدس. نقطة. فجعلها أولوية يعني جعلنا في محل الضغط لا نحصل على أي شيء آخر الا بحشرنا في زاوية القدس. حسم الأمر في ما يتعلق بسيادة اسرائيلية على الحرم الشريف، ولم يعد ذلك وارداً. - هذا صحيح. فالبحث الآن يدور عن صيغة لسيادة فلسطينية. - هذا ما يبحثه العالم. نحن نريد سيادة فلسطينية واضحة.