أجرى الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني علي سالم البيض اتصالات هاتفية بقيادة الحزب في صنعاء لمناسبة انتخابها في الدورة الثانية للمؤتمر العام الرابع أواخر آب اغسطس الماضي. وأعلن مصدر في الاشتراكي للمرة الأولى أمس عن الاتصال بين البيض وقيادة الحزب في الداخل. وأكد ل"الحياة" أن البيض اتصل، أولاً، بالأمين العام علي صالح عباد مقبل مهنئاً للقياديين الذين تم انتخابهم لقيادة الحزب في المؤتمر الأخير. وأشار المصدر إلى أن البيض أجرى اتصالات منفردة بحسن باعوم سكرتير منظمة الاشتراكي في محافظة حضرموت عضو المكتب السياسي، وبجارالله عمر الأمين العام المساعد. وفيما لم يكشف المصدر طبيعة ما دار في الاتصال مع باعوم، قال إن البيض خص جارالله عمر بالتهنئة نظراً إلى المواقف "السياسية الثابتة التي يتبناها" الهادفة إلى ربط قيادتي الداخل مقبل والخارجي، أي البيض، الذي زكي على رأس قائمة من 41 قيادياً في الخارج لعضوية اللجنة المركزية في المؤتمر العام الرابع أخيراً، على رغم إدانته بتهمة الخيانة الوطنية وإعلان الانفصال عام 1994، وصدور حكم عليه بالاعدام، ضمن قائمة ال16 الذين اختيروا جميعاً أعضاء في اللجنة المركزية "في الخارج"، مما يعتبر استفزازاً للسلطات اليمنية، يضاف إليه الكشف عن الاتصالات التي أجراها البيض قبل يومين مع القيادة في الداخل، لكن لم يصدر أي تعليق للسلطات اليمنية الرسمية. غير أن مراقبين يرون في إعلان الاشتراكي عن الاتصالات مع البيض استفزازاً لا مبرر له، من شأنه ازعاج السلطات التي فشلت كل محاولاتها، منذ نهاية الحرب صيف 1994، في اقناع القيادة الاشتراكية بإدانة الانفصال وفصل البيض ومعه عناصر قائمة ال16 وتحميلهم مسؤولية اشعال الحرب وإعلان الانفصال. واعتبرت ذلك شرطاً لأي تقارب مع "الاشتراكي". وأكد المصدر الاشتراكي أن قرارات وتوصيات المؤتمر العام الرابع للحزب واضحة لجهة التنسيق المشترك بين قيادة الداخل وقيادة الخارج. وزاد المصدر أن التواصل بين القيادتين، خصوصاً الاتصالات الجارية بين البيض ومقبل، من شأنها أن تحد من قوة المعارضة الداخلية في الحزب التي يتزعمها حسن باعوم ومحمد حيدر مسدوس عضوا المكتب السياسي ذات التوجهات الانفصالية التي لا تخدم توجهات الحزب السياسية والوحدوية وكادت تحدث شرخاً في كيان الحزب أثناء مؤتمره العام أخيراً.