بدأت المعارضة السودانية وضع لمساتها الأخيرة لعقد مؤتمرها الثاني في الاسبوع المقبل في اريتريا حيث يتوقع ان تعقد الاجتماعات خارج العاصمة اسمرا. وذكرت مصادر في "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض ل"الحياة" في اسمرا، ان "التجمع" شكل لجنة فرعية برئاسة نائب رئيس القيادة العسكرية الموحدة الناطق باسم قوات "التجمع" الفريق عبدالرحمن سعيد وممثلين للأحزاب السودانية الأخرى. وأضافت المصادر نفسها: "ان اللجنة عقدت لقاء مع مسؤول التنظيم في الجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة الحزب الحاكم في اريتريا للبحث في ترتيبات عقد المؤتمر". وأكدت ترحيب المسؤول الاريتري بعقد مؤتمر المعارضة في بلاده. وكانت الخرطوم احتجت على وجود المعارضة في اريتريا، لكن الرئيس الاريتري اساياس افورقي قلل من شأن الاحتجاجات السودانية وقال: "وجود المعارضة في اسمرا لا معنى له. فهي موجودة في القاهرة ونيروبي ومدن أخرى، وعلى السودان البحث في خلق مناخ لحل أزمته". وأشارت مصادر المعارضة الى أن القضايا التي ستكون على اجندة المؤتمر هي تقويم الفترة الماضية لأداء "التجمع" وهيكليته وكيفية تفعيلها وترتيبات الفترة الانتقالية والوضع السياسي الحالي وعرض برنامج مستقبلي. ولم تتأكد بعد مشاركة حزب "الأمة" الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق السيد الصادق المهدي الذي جمد عضوية حزبه في "التجمع" المعارض في الخارج. وكان المهدي ذكر ل"الحياة" ان مشاركة "الأمة" تتوقف على امكان تحقيق عدد من الشروط من بينها مناقشة هيكلية "التجمع" وتطوير ميثاقه واعلان موقف من الأحزاب الاقليمية والقبلية. وأوضحت مصادر المعارضة السودانية ان كل حزب سيمثل في المؤتمر بستة أعضاء. وأن عقد المؤتمر سيتم في مواعيده المعلنة الأربعاء المقبل. ويتوقع حضور عدد من قيادات "التجمع" غداً الى العاصمة الاريترية اسمرا، فيما يصل البقية خلال اليومين المقبلين بما فيهم ممثلوا "التجمع الوطني الديموقراطي" في الخرطوم للمشاركة في المؤتمر. الى ذلك غادر اسمرا عدداً من اللاجئين السودانيين أمس الى الخرطوم في اطار عودة طوعية الى بلادهم تحت اشراف مكتب الأممالمتحدة في اريتريا وأركان السفارة السودانية الذين كانوا في وداعهم. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان عشرة لاجئين فقط فضلوا خيار العودة فيما فضل المئات البقاء في اريتريا حتى إشعار آخر. الى ذلك رويترز ذكرت منظمة حكومية لشؤون اللاجئين في اديس ابابا أمس ان اثيوبيا وافقت على تسلم ما يصل الى 20 ألف من رعاياها الذين عاشوا في المنفى كلاجئين في السودان المجاور سنوات عدة. من جهة اخرى، تصاعدت الخلافات بوتيرة متسارعة داخل الحزب الاتحادي الديموقراطي المعارض في السودان الذي يتزعمه السيد محمد عثمان الميرغني، وظهرت الى العلن. وعكست الصحف في الخرطوم أمس صراعاً داخل المكتب السياسي للحزب تطور الى ملاسنات واشتباك بالأيدي بين جناحين يستند الأول الى طائفية الختمية الدينية والآخر الى الاتحاديين المتحالفين معها بسبب تعيين قيادات جديدة. لكن مسؤول الحزب في الخرطوم حسن أبو سبيب نفى أمس وجود صراع داخل الحزب، ووصف ما يدور بأنه تباين في وجهات النظر حسم بالتصويت وليس بالعراك كما تردد. وأضاف ان "هناك مشروعاً سيطرح لإنهاء الصراع والتشرذم داخل حزبنا". وانتقد نائب الأمين العام للحزب الاتحادي سيد أحمد الحسين الذي قاطع اجتماعات المكتب السياسي وتساءل "ماذا يريد الحسين". وهاجم سيد الحسين في تصريحات صحافية أمس أعضاء المكتب السياسي الجدد وقال انهم لم يخوضوا فترة النضال ضد النظام الدكتاتوري"، واعلن عدم اعترافه بالمكتب الجديد، وأكد ان الشريف زين العابدين الهندي الذي أسس حزباً باسم الاتحادي الديموقراطي وسجله وفق قانون الأحزاب لا يزال أميناً عاماً للحزب الاتحادي بقيادة الميرغني.