لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - قال الرئيس الاميركي بيل كلينتون أمس انه يتابع تطورات اسعار النفط عن كثب، مؤكداً امام الصحافيين في البيت الابيض "اننا نعمل بجهد لتكوين احتياطي كاف من الفيول المنزلي. ونحن نتابع تطورات الاسواق عن كثب وسندرس خيارات اخرى في حال مواجهتنا شتاء جديداً قاسياً"، قد يكون بينها الاقتطاع الموقت من الاحتياط الاستراتيجي، بحسب محللين نفطيين. راجع ص 7 - 11 وتوسعت حركة الاحتجاج على رفع اسعار المحروقات التي عمت بعض دول اوروبا منذ الاسبوع الماضي لتشمل هولندا وبولندا والمانيا واسبانيا بعد بلجيكا وبريطانيا وفرنسا. وشهدت اسعار النفط في الاسواق الاوروبية تقلبات حادة أمس بعدما ارتفع خام القياس الاميركي "غرب تكساس" الى مستوى قياسي أول من أمس في نيويورك متجاوزاً حاجز 35 دولاراً للبرميل مجدداً. وتقلب خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة أمس ضمن هامش يزيد على دولار، اذ ارتفع عند افتتاح التعامل الى 34.37 دولار للبرميل وهبط بعد الظهر الى 32.80 دولار للبرميل. "الحياة" التقت أمس الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ريلوانو لقمان الذي قال انه من المؤسف جداً ان تستخدم الولاياتالمتحدة مخزونها الاستراتيجي، المخصص للازمات والحالات الطارئة، لمواجهة ارتفاع الاسعار. وقال لقمان، ان قرار المنظمة زيادة انتاجها بمقدار 800 ألف برميل في اليوم يحتاج الى بعض الوقت لكي يكون له تأثير في السوق خصوصاً وان كميات الزيادة ستظهر ابتداء، من تشرين الأول اكتوبر المقبل. وأضاف انه ليس هناك نقص في العرض النفطي في الأسواق، اذ ان بعض دول "أوبك" يواجه صعوبات في بيع كميات من نفطها ويعطي حسومات على الاسعار، ما يعني ان هناك ما يكفي من العرض النفطي. ورأى لقمان ان لوم رئيس الحكومة البريطانية طوني بلير ل"أوبك" باعتبارها السبب في ارتفاع اسعار البنزين للمستهلكين ليس بمكانه. وقال ان سعر البنزين للمستهلك يستند بالطبع على سعر النفط الخام اضافة الى كلفة تكريره، ولكن تضاف الى ذلك الضرائب التي يدفعها المستهلكون في أوروبا. وأوضح ان سعر النفط الخام يمثل 16 في المئة فقط من سعر البنزين، فيما تمثل الضرائب ما يراوح بين 70 و80 في المئة من سعر البنزين، و"الكلام عن ارتفاع الاسعار ينبغي ان يشير الى هذه الضرائب لأن الحق ليس على أوبك". وقال انه في حال بقاء الأسعار مرتفعة سترفع "أوبك" انتاجها بمعدل 500 ألف برميل اضافية في اليوم، وانها لا تريد رفع الانتاج بكميات كبيرة تجنباً لإغراق السوق وانخفاض الاسعار، فالفكرة تقضي بأن تكون الزيادة تدريجية، ان ذلك سيكون مؤسفاً جداً، ولكن لا يمكن وقفهم عن ذلك، مشيراً الى ان المخزون الاستراتيجي الاميركي يعمل به في الأزمات الحقيقية وليس في مواجهة مسألة السوق والاسعار، فليس هناك حال طارئة الآن. وعن حوار "أوبك" مع الولاياتالمتحدة في شأن احتمال استخدام مخزونها الاستراتيجي لتهدئة الاسعار، قال لقمان انه "لا يمكننا التدخل فيه لأنه مسألة داخلية لا شأن لنا بها". الى ذلك، وصف مدير معهد اوكسفورد لدراسات الطاقة روبير مبرو حملة الدول الغربية على دول "أوبك" وتحميلها مسؤولية ارتفاع اسعار النفط بأنها "هستيريا". وقال ان سعر النفط وعلى مدى عشرين سنة، لم يزد إلا بنسبة ضئيلة مقارنة بمتوسط الاسعار في سنة 1986، ومنذ 20 سنة والدول الغربية تقول ان السوق هي التي ينبغي ان تحدد اسعار النفط وليس "أوبك" ولكنهم في الواقع يلقون اللوم على المنظمة. ورأى ان ما يحدث في السوق حالياً هو ان المتعاملين والشركات النفطية والمصارف، تتلاعب بهذه السوق عبر المضاربات اضافة الى قوة الدولار في مواجهة اليورو والجنيه الاسترليني. وقال ان السوق في الولاياتالمتحدة هي التي تحدد مستوى الاسعار، وانه ليس هناك نقص في العرض النفطي، وان المستوى المنخفض للمخزون العالمي ناتج عن امتناع الشركات عن شراء النفط لتخزينه. ونقل عن متعاملين في أسواق النفط قولهم ان خامات ليبيا والجزائر الخفيفة النوعية والمطلوبة عالمياً واجهت طوال الصيف ضغطاً للحصول على حسومات على اسعارها، ما يدل على أنه ليس هناك شح في العرض النفطي. وفي نيويورك قال وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ان زيادة الانتاج التي أقرّتها "اوبك" ستساعد على استقرار اسعار النفط العالمية. و"ستسهم في استقرار اكبر في اسعار النفط وهو شيء ضروري للحفاظ على النمو لصالح كل الدول المنتجة وكذلك المستهلكة".