أهدى ميكايل شوماخر جمهور "السكوديريا" المحتشد على المدرجات في مونزا فوزاً نارياً، أشعل ايطاليا كلها بالحماسة، كما أشعل المنافسة من جديد على لقب بطولة العالم لسباق سيارات الفورمولا واحد، بعدما قلّص الفارق بينه وبين الفنلندي ميكا هاكينن سائق "السهم الفضي" ماكلارين مرسيدس الى نقطتين فقط 80 نقطة في مقابل 78. والمهم ان شوماخر عاد الى اعتلاء المركز الأول بعد ان غاب أشهر عدة، معيداً الى الأذهان بدايته الصاروخية في مستهل الموسم الحالي والتي دشنها بثلاثة انتصارات متتالية... وبعد الفوز في مونزا سجل "شومي الكبير" انتصاره ال41 في مسيرته، وأزاح عن صدره الثقل المتمثل في الضغط الجماهيري الكبير والضغط الاعلامي المماثل... وتبقى العقبى للمراحل المقبلة... سباق جائزة إيطاليا الكبرى بذاته، كان حدثاً خارجاً عن المألوف، بعد انسحاب ثمانية من أفضل السائقين المشاركين في هذه الجولة من السباق، بسبب ثلاثة حوادث متفرقة، حصلت كلها في اللفة الأولى بعد الانطلاقة. ولعل الحادث الأبرز والأخطر كان الذي تسبب به الألماني هانز - هارالد فرنتسن، سائق فريق جوردان، بعد اصطدامه بسيارة زميله في الفريق يارنو تروللي، ما أدى الى استدارة السيارة حول نفسها، فاصطدم بها كل من دايفيد كولثارد وروبنز باريكيللو، اضافة الى سائق فريق آرون، بيدرو دي لاروزا، الذي تعرض لاصابة شديدة جداً اضطر الجهاز الطبي معها لنقله الى أقرب مستشفى. كما خرج من السباق أيضاً بسبب حادث آخر، كل من جوني هيربيرت وميكا سالو وإيدي ايرفاين. وكذلك تعرض أحد مراقبي السباق لنوبة قلبية بالقرب من الحادث استوجبت نقله سريعاً الى المستشفى. وهكذا خرجت سيارة السلامة الى الحلبة لإعادة تنظيم البلبلة التي شهدتها الحلبة الايطالية. عند بداية السباق الفعلية بعد خروج سيارة السلامة، تعرض سائق فريق وليامس، البريطاني جنسن باتون الذي كان في المركز السادس، لحادث اصطدام بدوره، وألقى باللوم على ميكايل شوماخر، الذي، بحسب رأيه، أقفل أمامه الطريق عند محاولته تجاوزه. وبعد خمس لفات اخرى، شهد كل من الكندي، بطل العالم للعام 97، وسائق فريق لاكي سترايك، جاك فيلنوف، وسائق فريق بروست، نيك هيدفيلد نهاية سباقيهما بسبب مشكلات ميكانيكية في سيارتيهما. هاكينن حلّ ثانياً بفارق خمس ثوان عن شوماخر... وجاء رالف "شومي الصغير" ثالثاً على متن وليامس بي. أم. دبليو. بينما استطاع يوس فيرشتابن الصمود في المركز الرابع، أمام زميله في فريق بنيتون، النمسوي الكسندر فورز، بعد منافسة شديدة، وحقق الأخير المركز الخامس، ، فيما حصد البرازيلي ريكاردو زورنتا نقطة المركز السادس بعد اداء لافت دحض من خلاله الانتقادات التي طاولته في المدة الأخيرة. ولم يكن امام زونتا اي شيء يخسره، إذ أن الفريق استغنى عن خدماته بدءاً من الموسم الجديد، واستبدله بالسائق الفرنسي أوليفييه بانيس، سائق فريق بروست الحالي. فأراد أن يثبت نفسه في هذا السباق ليبين لفريقه "بريتيش أمريكان رايسينغ"، مقدرته الحقيقية وما يستطيع فعله لو توافرت له السيارة المناسبة: "لقد تم تطوير السيارة بشكل كبير من أجل الحلبات والمنعطفات السريعة. وقد أجرينا تجارب مكثفة عليها، وتوصلنا الى ايجاد افضل معايير الضبط للسيارة من أجل السباق. أنا آسف لجاك فعلاً لأننا كنا نتوقع أن نفعل الكثير معاً. ولكن هذا هو حال السباقات، لكنني سعيد جداً بنيجتي، وأكثر سعادة بما أنجزته اليوم، وهناك الكثير أمامنا بعد".