} تلاحقت المؤشرات في الفترة الأخيرة الى بدء صفحة جديدة في العلاقات التونسية - الفرنسية تطوي مرحلة الحملات الإعلامية المتبادلة التي أدت الى "خضة" قوية في العلاقات في الربيع الماضي، على خلفية قضيتي الصحافيين توفيق بن بريك ورياض بن فضل. ويتوقع ان تشهد العلاقات بين البلدين تطورات في الأسابيع المقبلة ستعزز التقارب الحالي. سُجل تحسن في العلاقات التونسية - الفرنسية، خلال الأيام الأخيرة، وان كان بطيئاً. وذلك للمرة الأولى منذ الحملات الاعلامية المتبادلة في الربيع الماضي. وأتت المؤشرات الأولى الى تبديد السحب التي تلبدت في سماء العلاقات الثنائية على لسان الرئيس زين العابدين بن علي الذي أشاد في خطاب ألقاه امام الاجتماع السنوي للسفراء التونسيين في الخارج الشهر الماضي بمستوى العلاقات الجىدة مع فرنسا وبالدور الايجابي لباريس في الاتحاد منذ تسلمت رئاسته من البرتغال مطلع تموز يوليو الماضي. وتزامنت الإشادة اللافتة مع خطوة أولى انفتاحية على الصحافة الفرنسية تمثلت بالسماح لصحيفة "لوموند" معاودة التوزيع في السوق التونسية بعد أكثر من ثمانية شهور على قرار منع صحف ومجلات فرنسية عدة من دخول تونس، بينها "لوموند" و"ليبيراسيون"، على خلفية تعاطي الاعلام الفرنسي مع الانتخابات الرئاسية والاشتراعية في الخريف الماضي والذي اعتبره حزب التجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم منحازاً ضده. مشاريع للتعاون وأفادت مصادر مطلعة "الحياة" ان خطوات التقارب أعقبت نجاح الاجتماع الرسمي الأول منذ هدوء عاصفة الحملات المتبادلة والذي عقدته "اللجنة المشتركة للمشاريع وخطط التعاون" في باريس مطلع الصيف ورأسها من الجانب الفرنسي المدير العام للتعاون والتنمية فرنسوا نيكولو ومن الجانب التونسي السفير منجي بوسنينة. وأوضحت ان الاجتماع تطرق الى تنشيط خطط التعاون في المجال الجامعي والإداري والتربوي أساساً، اضافة الى النقل والصحة والبحث العلمي والزراعي والتعمير وحماية البيئة والصناعة. ولوحظ ان نيكولو شدد في الكلمة التي ألقاها في الاجتماع على ان باريس ما زالت تعتبر تونس "من ضمن مجموعة البلدان التي تحظى بالأولوية والتي تتألف من البلدان التي تربطها علاقات متينة مع فرنسا". وقال سفير تونسي سابق لدى باريس ل"الحياة" ان التباعد الذي يظهر بين فترة واخرى، خصوصاً بسبب تأثيرات الإعلام الفرنسي الذي يلقي ظلالاً كثيفة أحياناً على العلاقات السياسية بين تونسوفرنسا، لم يؤد أبداً الى تعطيل خطط التعاون الثنائية. ولم يفقد باريس مركزها المميز بوصفها الشريك الخارجي الأول لتونس على كل الصعد، والذي لم يستطع أي من الشركاء الآخرين ان يزحزحها عنه على رغم التنامي السريع للاستثمارات الايطالية والألمانية في المجال الاقتصادي تحتلان الرتبتين الثانية والثالثة والتقدم الملحوظ للغة الانكليزية في المجال الثقافي طيلة التسعينات. انطلاقة جديدة وفي معلومات مصادر مطلعة ان العلاقات الثنائية مقبلة على انطلاقة جديدة في الاسابيع المقبلة، يكرسها اللقاء الاقتصادي الذي سيضم عشرات من رجال الاعمال والمستثمرين التونسيين والفرنسيين في تونس الشهر المقبل، والذي يرمي الى اعطاء دفعة قوية للتعاون الاقتصادي على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف. ورأى مسؤولون في غرفة التجارة والصناعة التونسية - الفرنسية ان اللقاء سيشكل أهم حدث في العلاقات الثنائية في المجال الاقتصادي خلال العام الجاري. وهو يعكس إمكان فصل التعاون في المجالات الاستثمارية والتجارية وكذلك في القطاعين الثقافي والتربوي عن التباعد الذي يطفو على السطح بين وقت وآخر في شأن التعاطي في قضايا الحريات وحقوق الانسان. من جهة اخرى ما زال التونسيون يتداولون اسماء المرشحين لتولي منصب سفير تونس الجديد في باريس بعدما شارفت فترة السفير الحالي على الانتهاء. ويعتبر منصب السفير في باريس أهم منصب ديبلوماسي كون فرنسا هي الشريك الأول لتونس في كل المجالات. وعادة ما تتولى المنصب شخصية شغلت مواقع وزارية.