بوغوتا - رويترز - أسفرت هجمات الثوار الماركسيين والمظاهرات المعادية لاميركا عن 20 قتيلاً، بينهم مدنيون ومقاتلون، في شتى انحاء كولومبيا، خلال احتجاجات عنيفة على زيارة الرئيس بيل كلينتون الذي تعهد بأن المساعدات العسكرية الأميركية لكولومبيا مخصصة لمكافحة المخدرات لا "لتصدير الامبريالية". وقالت مصادر الشرطة والجيش ان عناصر من جماعتي الثوار الرئيسيتين في كولومبيا اللتين يبلغ عدد مقاتليهما حوالى 22 الفاً هاجمت وحدات عسكرية، وفجرت بنوكاً وخط انابيب للنفط في تسعة اقاليم. وبدأت القوات المسلحة الثورية لوكولومبيا، وهي جماعة الثوار الرئيسية في البلاد، وجيش التحرير الوطني هجماتهما في وقت مبكر الثلثاء. غير ان القتال كان بعيداً عن مدينة قرطاجنة حين اجتمع الرئيس كلينتون بنظيره الكولومبي اندريس باسترانا. وخضعت المدينة المسورة التي كانت يوماً اكبر ميناء لاسبانيا في العالم الجديد لحراسة مشددة. غير ان الشرطة الكولومبية أعلنت انها عثرت على قنبلة وزنها كيلوغرامان وابطلت مفعولها واعتقلت اثنين من الثوار الماركسيين في منزل في هذه المدينة الشمالية، على بعد حوالى 400 متر من مبنى كان مقرراً ان يزوره كلينتون. ودان الثوار والمنظمات الشعبية، ومنها جماعات نقابية وطلابية زيارة كلينتون قائلين ان صفقة معونات اميركية أقرت في الآونة الاخيرة مقدارها 3.1 بليون دولار من المساعدات العسكرية ستذكي الحرب الدائرة في كولومبيا منذ وقت طويل، وأودت بحياة اكثر من 35 ألف شخص في السنوات العشر الماضية. وتعهد كلينتون بأن تخصص المعونات الأميركية لمكافحة المخدرات ولن تجلب "الامبريالية الاميركية" الى كولومبيا. ودعا الدول المجاورة الى دعم الحرب ضد عصابات المخدرات. ورد كلينتون على المخاوف في كولومبيا والولايات المتحدة من ان ينتج عن المساعدات التي يغلب عليها الطابع العسكري حرب بين الاميركيين وتجار المخدرات او الثوار الماركسيين الذين يحمونهم. وقال كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس باسترانا "هذه ليست فيتنام. كما انها ليست امبريالية اميركية". وشدد على ان الشروط الملحقة بصفقة المساعدات جعلت اشتراك اي قوات اميركية في جهود مكافحة المخدرات امراً غير قانوني باستثناء بضع مئات من المستشارين الذين سيدربون كتيبتين للجيش الكولومبي. وتدعو الخطة ايضاً الى استخدام 60 طائرة هليكوبتر هجومية اميركية. وتابع: "لن يكون هناك اي تورط اميركي في حرب فعلية لانهم الكولومبيين لا يريدونها ولاننا لا نريدها".